دعا عضو مجلس الشورى، محمد رضا نصرالله، المجلس إلى سنّ قانون يجرِّم الفتنة الطائفية ويعاقب مثيريها. وداخل سرادق عزاء شهداء الدالوة أمس، ألقى نصرالله كلمة قال فيها «أدعو مجلس الشورى، بوصفه مجلساً للتشريع وصناعة القوانين، أن يبادر من فوره نحو سنّ نظام واضح في مراميه وصارم في تطبيقاته مجرِّماً كل مثير للطائفية وأي متورط في فعلها». وشدد عضو المجلس في كلمته على «ضرورة نزع أية كلمة من مناهج التربية والتعليم، وحذفها من أية وسيلة من وسائل الإعلام المرئي والمسموع والإلكتروني، ومصادرة أي كتاب أو مطبوعة، تدعو إلى الفرقة والتمييز الطائفي أو القبلي أو الإقليمي». وتوجَّه نصرالله بحديثه إلى وزارة الإعلام ومركز الحوار الوطني قائلاً «أدعو من هنا وزارة الثقافة والإعلام ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني نحو المسارعة إلى صياغة خطاب ثقافي وطني لكل أطياف المجتمع السعودي ومكوناته انطلاقاً من مواد النظام الأساسي للحكم الناصة على لمّ الشمل الوطني ومعاقبة الخارجين عليه». دعا عضو مجلس الشورى محمد رضا نصرالله مجلس الشورى، سنّ نظام واضح وصارم، يجرّم مثيري الفتنة الطائفية، لحماية البلاد من شرورها. واستلم نصرالله، الذي حضر أمس في بلدة الدالوة، الميكروفون داخل السرادق المخصص للعزاء، وخطب في الحضور قائلاً: «لم نأت من أجل تقديم العزاء لكم، وهل رأيتم مثكولا يعزي؟!». وقال مخاطباً ذوي ضحايا قرية الدالوة «هم في الفردوس الأعلى، مع الشهداء والصديقين، لذلك نهنئكم بهذه الشهادة». وتابع «جئناكم مهنئين ارتفاع أرواح الشهداء إلى الفردوس الأعلى، مجاورة ربها، مع الشهداء والصديقين وحَسُن أولئك رفيقا..كأني بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، يستقبلهم هاشا باشا، لقد اغتالتهم يد الغدر والتكفير والظلام ..هؤلاء الذين لم يراعوا إلاّ ولا ذمّة في حرمات المسلمين -غيلة وفتكا- حتى أصبح الإسلام بسببهم شبهة في عالم اليوم، بسبب من يرتكبون جرائم يندى لها جبين الإنسانية، وحين وجهوا طعنتهم النكراء، محاولين عن خبث ولؤم تسديد ضربة مفتنة، لشق مجتمع الأحساء المتنوع المتواد المتراحم المتساكن، لم يتوقعوا أن يأتيَ الصوت من داخلها مجلجلا ومردداً: وأضاف نصرالله «أرادوها فتنة عمياء في البلاد، تحرق الأخضر واليابس، فصب الله عليهم سوط عذاب، لاحقهم بالبيانات المتدفقة بأنوار الوحدة والتضامن». وتابع «لم يدر بخلد أشرار، أن تبادر الدولة من فورها لحماية مواطنيها، فضربت الحصار من حولهم، وترصدت خليتهم من الأحساء حتى شقراء، فراح ضحاياهم رجلا أمن شهيدين كريمين، وكانت مفاجأتهم الكبرى، بيان هيئة كبار العلماء، يدين إرهابهم الأرعن، أما الطامة الكبرى عليهم، فجاءت من سماحة مفتي المملكة، داعيا في كلمته المسؤولة إلى محاربتهم أعداء لله ورسوله بأشد أنواع العذاب، وانبرى خطباء الجمعة في مساجد المملكة جميعها، يقرعون ظلمهم القبيح، مشددين على روابط اللحمة الوطنية». وأضاف نصرالله «تتالت الأجوبة سريعا، من علماء شيعة الأحساءوالقطيف، على هذه الرسائل غير المسبوقة، ممتنة شاكرة، وفي حسبانها إقامة سياج وطني متين، للحد من تأثير سوق التحريض الطائفي، الذي يعصف بأمن الدول المحيطة من حولنا». وأوضح نصرالله في كلمته «لقد ضربتم يا أهل الدالوة والمنصورة، ومجتمع الشيعة والأحساء قاطبة المثل الأعلى في احتمال الأذى ومرارة الفجيعة، بردّ وطني لافت، أخرس خفافيش الظلام، وأنتم ترفعون راية «إخوان سنة وشيعة.. هذا الوطن ما نبيعه»، لافين جثامين الشهداء الأبرار بعلم التوحيد الأخضر ..علم المملكة المرفوع في الوجدان وعلى الأعناق، مرسلين رسالة عصماء من هنا من الدالوة والمنصورة.. من الأحساءوالقطيف.. من مجتمع الشيعة السعودي بأسره..أننا باقون على العهد والميثاق أمة واحدة.. ووطنا واحد، موحدو الكلمة التي حاول الأشقياء تفريقها، ولهذا قد جئناكم من القطيف، كما جاءتكم الوفود تترى من كل حدب وصوب، تهنئكم مباركة عرس التحاق الشهداء إلى بارئها في الفردوس الأعلى، روحا وريحانا وجنة نعيم». وأضاف نصر الله «بهذه المناسبة التي تجلت فيها أروع معاني التكاتف بين الدولة والمجتمع، أدعو مجلس الشورى، بوصفه مجلسا للتشريع وصناعة القوانين، أن يبادر من فوره نحو سنّ نظام واضح في مراميه، وصارم في تطبيقاته، مجرّما كل مثير للطائفية، وأي متورط في فعلها، لنحمي بلادنا من شرورها، مؤكدين على ضرورة نزع أية كلمة من مناهج التربية والتعليم، وحذفها من أية وسيلة من وسائل الإعلام المرئي والمسموع والإلكتروني، ومصادرة أي كتاب أو مطبوعة، تدعو إلى الفرقة والتمييز الطائفي أو القبلي أو الإقليمي». وقال: «أدعو من هنا وزارة الثقافة والإعلام ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، نحو المسارعة لصياغة خطاب ثقافي وطني، لكل أطياف المجتمع السعودي ومكوناته، انطلاقا من مواد النظام الأساسي للحكم، الناصة على لمّ الشمل الوطني، ومعاقبة الخارجين عليه».