تدفقت أعداد كبيرة من الأشخاص من الشرق ومن الغرب على «دالوة الأحساء» أمس للمشاركة في تشييع الشهداء الذين أوقعهم الهجوم الإرهابي الإثنين الماضي. وحضر مشيِّعون ومعزُّون من مكةالمكرمة غرباً ومن مناطق مختلفة، واستأثرت القطيف وحدها ب 50 حافلة خرجت منها صباح أمس محمَّلةً بالمشيِّعين. ولم يقتصر الحضور على القادمين من داخل المملكة، إذ خرجت جموعٌ من البحرين قاصدةً الأحساء في وقتٍ مبكر من صباح أمس. خرجت أكثر من 50 حافلة، وعدد من المركبات الصغيرة صباح أمس، من محافظة القطيف إلى الأحساء للمشاركة في تشييع جنائز شهداء قرية الدالوة الذين قضوا ليل الإثنين الماضي في حادث إرهابي. ولم تكن القطيف وحدها من شاركت الأحساء في مصابها، إذ خرجت جموع من مملكة البحرين متوجهة إلى الأحساء في وقتٍ مبكرٍ، تشاركها في الحزن والمصاب، مؤكدة أن العلاقة بين البحرينوالأحساء ذات جذور واحدة، وأن مصابها مصابهم. ويؤكد حسين الضامن من أهالي تاروت، وأحد المشاركين في التشييع أن القطيف تشاطر أسر وذوي الضحايا، عميق الحزن والأسى في هذه المأساة المفجعة، لتؤكد على ضرورة نبذ الطائفية البغيضة، وتصعيد صور التلاحم الاجتماعي بكافةِ صوره. وأشار إلى أن التلاحم بين كافة شرائح الوطن، بات ضرورة ملحة لا تقبل التأجيل. أما حسين أبو سرير منسق رابطة حافلات جزيرة تاروت إلى محافظة الأحساء فيوضح أن الرابطة نشرت مساء أمس إعلاناً يدعو للمشاركة في تشييع جنائز شهداء الأحساء، وتوافد المشاركون منذ الصباح المبكر، مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً جرى بين اللجان الاجتماعية والدينية والمضائف في جميع أنحاء القطيف. ويؤكد أبو سرير أن مصاب أهالي الدالوة مصاب الوطن جميعه، ونتمنى أن تكون هذه الحادثة طريقاً لرفع الحواجز بين الطائفتين الكريمتين، والتعاون معاً ضد كل من يحاول المساس بأمن وطننا، ونحن يداً بيد لسلامة مملكتنا. ويبين محمد المشعل المشارك أيضاً في مراسم التشييع أمس أن جنائز تشييع الشهداء ضربت أروع معاني التلاحم الاجتماعي واللحمة الوطنية بين الوطن الواحد، مشيراً إلى أن اللحمة الوطنية ليست مجرد شعارات ومبادئ معنوية فضفاضة، إنما هي شعور حقيقي بالانتماء والولاء للوطن والعمل على الحفاظ على وحدته ومقوِّماته. وتابع: نأمل أن تعزز هذه الدماء التي سالت، سواء دماء شهداء الواجب أو شهداء الأحساء، الروح الوطنية، وأن نكون يداً واحدة لمحاربة هذا الفكر الضال، وأن يكون كل مواطن جندياً لمحاربة هذه العقول التي لا تفرق بين المواطنين. وأضاف: استطاعت دماء الشهداء أن تعزز التلاحم الوطني والمجتمعي، وأن تقدم نموذجاً متميزاً لمفاهيم الترابط والتعاضد الاجتماعي بين مختلف شرائح وفئات المجتمع بكل أطيافه. ولفت إلى أن دماء الشهداء الطاهرة وضَّحت مدى الترابط بين أبناء القطيفوالأحساء وأبرزت المعاني الحقيقية للمواطنة الصالحة.