أظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران لم تنجح في تبديد الشكوك بشأن احتمال قيامها بأبحاث عن كيفية صنع قنبلة نووية، وهو أمرٌ من شأنه أن يُعقِّد جهود الدول الست الكبرى للتوصل إلى اتفاقية نووية معها. وذكر تقرير الوكالة الدولية، الذي صدر أمس الجمعة، أن طهران لم تقدم بعد معلومات كان يُفترَض أن تقدمها قبل أكثر من شهرين بشأن مجالين محددين في تحقيق تجريه الوكالة بشأن برنامجها النووي. ووُزِّعَ التقرير السري على الدول الأعضاء في الوكالة الدولية قبل 17 يوماً من انقضاء مهلة في 24 نوفمبر الجاري لإبرام اتفاق بين إيران والدول الست الكبرى بهدف إنهاء مواجهة قائمة منذ 10 سنوات بشأن الأنشطة النووية الإيرانية. وقال التقرير «لم تقدم إيران أي تفسيرات تتيح للوكالة إيضاحاً لإجراءات العملية المعلقة». وكانت الوكالة تشير إلى خطوتين وافقت إيران على القيام بهما بحلول أواخر أغسطس الماضي لإيضاح مزاعم بشأن إجراء اختبارات على مواد متفجرة وغيرها من الأنشطة التي يمكن أن تُستخدَم لتطوير القدرة على صناعة الأسلحة النووية. ويشير استمرار الجمود في التحقيق طويل الأمد الذي تجريه الوكالة الذرية إلى احتمال تأخر أي تقدم في هذا الأمر لحين انتهاء المفاوضات بين إيران والدول الست الكبرى روسيا وأمريكا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا. ويقول المسؤولون الغربيون إن على إيران زيادة تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتبديد المخاوف المستمرة منذ فترة طويلة بشأن أنشطتها النووية. من جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش أرنست، إن السياسة الأمريكية بشأن إيران لم تتغير. وكان أرنست يرد مساء أمس الأول الخميس على أسئلة بشأن تقرير عن خطاب أرسله الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن أوباما بعث رسالة إلى الزعيم الإيراني الشهر الماضي يتحدث فيها عن المصالح المشتركة بين البلدين في محاربة تنظيم «داعش». لكن أرنست أوضح أنه لا يمكنه «التعليق على المراسلات الخاصة بين أوباما وأحد زعماء العالم». وقال في إفادةٍ صحفية في البيت الأبيض «لست مخولاً بمناقشة المراسلات الخاصة بين الرئيس وأي زعيم في العالم، يمكنني أن أبلغكم بأن السياسة التي عبر عنها الرئيس وإدارته بشأن إيران باقية دون تغيير». وحول الحرب على «داعش»، أكد أرنست أن «الولاياتالمتحدة لن تتعاون عسكرياً مع إيران في تلك الجهود، ولن تتبادل معهم معلومات مخابراتية»، لكنه استطرد قائلاً «اهتمامهم بالنتيجة شيء تم التعقيب عليه وهو أمر نوقش في عدد من المناسبات على هامش محادثات أخرى». في سياقٍ متصل، أكد رئيس مجلس النواب الأمريكي، جون بينر، أنه «لا يثق في القيادة الإيرانية ولا يعتقد أن الولاياتالمتحدة تحتاج إلى دعوتها لمقاتلة متشددي داعش». وقال بينر في مؤتمر صحفي أمس «أنا لا أثق بالإيرانيين، ولا أعتقد أننا في حاجة إلى إشراكهم في هذا الأمر، آمل أن تكون المفاوضات الجارية حول النووي الإيراني مفاوضات جادة، لكن لدي شكوكي».