قال المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، إن الفساد في القوات المسلحة العراقية مكَّن تنظيم «داعش» من السيطرة على مناطق كبيرة في شمال البلاد، في انتقادٍ من شأنه الضغط على الحكومة لتنفيذ إصلاحات في مواجهة التمرد. وزاد السيستاني من انتقاده لقادة العراق منذ أثار تقدم «داعش» أسوأ أزمة تعيشها البلاد منذ الغزو الأمريكي الذي أسقط نظام صدام حسين عام 2003. وانهار الجيش العراقي الذي تلقى تمويلاً وتدريباً أمريكياً تكلَّف 25 مليار دولار أمام مقاتلي التنظيم المتطرف ما دفع الولاياتالمتحدة إلى توجيه ضربات جوية ضده. وتلا مساعد للسيستاني في بثٍ تليفزيوني مباشر من مدينة كربلاء في جنوب البلاد خطبة الجمعة للمرجع الشيعي الأعلى طرح خلالها تساؤلاً افتراضياً عما إذا كان الجيش فاسداً. وقال «نعتقد أن ما حصل من تدهور أمني قبل أشهر هو الكفيل بالإجابة عن ذلك». واعتاد السيستاني (84 عاماً) الذي يعيش في عزلة أن يوجه خطبه من خلال مساعديه وتعدُّ كلمته القول الفصل للملايين من أتباعه. ونقل مساعده عنه قوله «في الوقت الذي نشد على أيادي أبنائنا المخلصين وهم كثر في القوات المسلحة، نتمنى أن تعالَج بعض المشكلات التي تضعف هذه المؤسسة والقضاء على كل مظاهر الفساد وإن صغرت؛ فإن صغير الفساد كبير». وخلال الأشهر القليلة الماضية، انتقد السيستاني علانيةً القادة العراقيين ورجال السياسة قائلاً: إن صراعاتهم وخلافاتهم الطائفية تقوِّض البلاد. وتكشف هذه التصريحات بشأن الجيش عن قلق عميق على استقرار العراق. وفي غياب جيشٍ قوي، لجأت الحكومة العراقية إلى مسلحين شيعة تدعمهم إيران طلباً للعون، لكن انتهاكاتهم المزعومة لحقوق الإنسان عمَّقت التوترات الطائفية. وينفي قادة المسلحين الشيعة هذه الاتهامات ويقولون إن قواتهم تلاحق مقاتلي «داعش» الذين يختبئون في المجتمعات السنية.