أضعفت قوات البشمركة الكردية القادمة من العراق الحصار المفروض على مدينة عين العرب السورية، لكنها لم تكسره بعد أسبوع من وصولها محملة بالأسلحة الثقيلة والمقاتلين في محاولةٍ لإنقاذ المدينة من تنظيم «داعش». وكان وصول قوات البشمركة المزودة بالعربات المدرعة والمدفعية مكَّن المدافعين عن المدينة من قصف مواقع «داعش» حولها واستعادة السيطرة على بعض القرى. لكن الخطوط الأمامية في المدينة لم تتغير كثيراً حيث ما زال الجزء الشرقي منها تحت سيطرة التنظيم المتطرف، فيما لا يزال الجزء الغربي إلى حد بعيد تحت سيطرة وحدات «حماية الشعب الكردية» السورية ومقاتلين متحالفين معها. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إنه »لا يوجد تغيير على الإطلاق في عين العرب نتيجة لوصول البشمركة، ربما تم انتزاع السيطرة على شارع أو شارعين ثم فُقِدا مجدداً وهكذا». وأضاف «مواقع داعش محصنة جيداً في المدينة، ويقول الأكراد إنهم بحاجة إلى مزيد من الأسلحة الثقيلة لإحداث ثغرة، هناك حاجة أيضاً للتنسيق بين الوحدات الكردية والقوات الجوية للتحالف». وقبل أسبوع، دخل مقاتلو البشمركة عين العرب في أكثر من 12 شاحنة وسيارة دفع رباعي قادمين من تركيا وهللوا ولوحوا بعلامة النصر. وبحسب حكومة إقليم كردستان العراق، فإن مقاتلي البشمركة التابعين لها والذين يصل عددهم إلى نحو 150 مقاتلاً لن يخوضوا معارك مباشرة في عين العرب وإنما سيقدمون دعماً مدفعياً للأكراد السوريين. ويعتقد إدريس نعسان، وهو مسؤول محلي في المدينة، أن «وجود البشمركة كان مفيداً بالطبع لأنهم يقصفون مواقع التنظيم المتطرف ويدمرون مقاتليه وأسلحته».و «بفضل قصف البشمركة أوقفنا تقدم داعش في المناطق الريفية الغربية وخط الجبهة الشرقي والجنوب شرقي في المدينة»، بحسب نعسان. واندلع قتالٌ عنيف في الأيام التي تلت وصول البشمركة، حيث وقع قصف عنيف وإطلاق نار مستمر تقريباً فيما ساعد مقاتلو البشمركة وآخرون من جماعات معارضة معتدلة في سوريا وحدات حماية الشعب الكردية على طرد المتطرفين من بعض القرى المحيطة. غير أن شدة القصف تراجعت و «لا يوجد تغيير واضح في الخطوط الأمامية بالمدينة نفسها»، بحسب شاهد عيان.