قد نتفق وقد نختلف… فالبشر يختلف!. إلا أننا نتفق أننا أبناء هذا الوطن. ومما لا شك فيه أن الحادث، الذي تعرض له إخواننا في الأحساء بقرية الدالوة من عدوان غاشم قد أتى من قلوب مريضة أراد به أصحابها إثارة النزاع الطائفي. وما هؤلاء المعتدين إلا أعداء الأمة يتربصون بها غير راضين على نعم الأمن والأمان والاستقرار، التي حبانا بها الله عز وجل في ظل تمسكنا بقيادتنا وقيمنا الراسخة وبإسلامنا وشريعتنا. كما أن هؤلاء المجرمين يطمعون في النيل من لحمتنا الوطنية عن طريق سفك الدماء حتى ننقض على بعضنا بعضاً ونقوم بأفعال نكرة. الحمد لله سبحانه وتعالى فشعبنا واحد بكل أطيافه وألوانه، وهو كصف واحد وبنيان مرصوصوما تلك الشرارة إلا بذرة فتنة ألقى بها أعداء هذا البلد الطيب ليزرعوا الحقد والتنافر بين الناس، وليكرسوا الكراهية والضغينة بين أهل الوطن. وهو اختبار لقدرات ضبط النفس والتسامح، فإسلامنا الذي عهدناه ورضينا به ديناً هو ليس ديناًالتطرف والغلو والكراهية والعنف، وهو الذي أراده أعداء الدين والوطن لتشتيت وتفريق الأمة وفسادها. وما يفرضه علينا الواجب كمواطنين سواء كنا أعياناً أو مفكّرين وكذلك علماء أو دعاة من أبناء هذا البلد الطيب التأكيد على قيم ومبادئ وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، الذي يدعو إلى الاعتدال والوسطية والتسامح ونبذ التعصّب وكل أشكال الغلو والتطرّف، وتحريم العنف بكل أشكاله. كما نحن كأطياف مجتمع عام قد نتفق وقد نختلف بيننا فطرقنا وأساليبنا تختلف. كما أن مداركنا ليست كلها على سواء، فمراجعنا ومفاهيمنا ليست كلها على ذات المستوى من الوعي والاستيعاب والاسترشاد. كما أننا لا نستطيع أن ننسخ أو نستنسخ أنفسنا ليكون الآخرون مثلنا وعلى نهجنا، وكوننا بشراً.. نختلف. إلا أننا في النهاية كلنا نتفق على أننا أبناء هذا الوطن المعطاء وجزء من هذا النسيج واللحمة الوطنية، التي لا يجب بأي حال من الأحوال أن تُمس، وأن يُعتدى عليها أو أن يأتي من يؤثرعليها أو تتأثر بفعل شرذمة ضالة أرادت تفريق أبناء الوطن عن طريق القيام بمثل هذا العمل الإجرامي. وعزاؤنا لأسر المتوفين، وشفى الله المصابين، وحفظ وحمى الله الملك والدين والوطن بقدرته وحوله.