لم يتمالك الشاب عبدالله المطاوعة نفسه من هول الصدمة وهو يشاهد بعينيه ضحايا قرية الدالوة يتساقطون أمامه صرعى والدماء الحارة تصبغ ثيابهم البيضاء، في ليلة لن تُمحى من ذاكرته وذاكرة كل من كان شاهداً على هذه الجريمة. وقال المطاوعة ل»الشرق» إن الساعة كانت حوالي الحادية عشرة والنصف عندما هاجم ملثمون حشداً كان خارجاً من حسينية القرية، وأطلقوا النار عشوائياً عليه فأسقطوا منهم قتلى، فيما وجهوا نيرانهم أيضاً إلى مدخل الحسينية ليقتلوا اثنين تصادف وجودهما هناك. وأشار إلى أن عملية إطلاق النار السريعة والهروب السريع يؤكدان أن العملية كان مخطط لها بدقة. مشيراً إلى أنها سببت هلعاً وذعراً بين الناس الذين لم يدروا أين يفرون من أولئك القتلة. من جانبه عبَّر أحمد بن حسين التريكي (من القرية) أن الحادثة تمثل فعلاً إرهابياً، مثنياً على جهود رجال الأمن الذين أوقعوا بالجناة سريعاً. مشيراً إلى أن كاميرات المراقبة في مجلس عزاء النساء أوضحت أن الجناة قدموا بواسطة سيارتين، إحداهما من الواضح أنها كانت تقصد المجلس النسائي، ولكن لحسن الحظ لم تكن واحدة من السيدات بالخارج، لذا اكتفوا بإطلاق النار على الحشد الخارج من المجلس الرجالي. أما الفتاة التي أصيبت فقد كانت تعبر الطريق وقت الحادث. أما خليفة المطاوعة والد المصاب هادي المطاوعة وخال المصاب محمد موسى الهاشم ، فأكد أن الحادث لن يزيدنا إلا وحدة بين أبناء الأحساء. ولفت إلى أن ابنه خضع لعملية جراحية في خده لاستخراج شظية، فيما أجريت عملية للهاشم في قدمه. وقال فاضل بن جواد العلي إن العملية الإجرامية كانت سريعة جداً مما يشير إلى الاستعداد لها من قبل. لافتاً إلى أنه جرى نقل المصابين إلى مستوصف في العمران القريب، قبل أن تتولى هيئة الهلال الأحمر المهمة. وذكر تركي العياش أنه شاهد عملية إطلاق النار بكثافة وبشكل عشوائي من قبل الملثمين الذين لم يكن بالأمكان مواجهتهم أو ردهم، لأن هناك مجموعة أخرى كانت معهم في سيارة ثانية.