تصاعدت أزمة زيارة الكاتب الفرنسي من أصل يهودي برنار هنري ليفي لتونس، فبعد أيام من تنظيم تظاهرة ضد هذه الزيارة دعت الخارجية التونسية أمس الليبيين المقيمين إلى عدم ممارسة أنشطة سياسية أو تنظيم اجتماعات دون إبلاغها بشكل مسبق ملوِّحةً بترحيل المخالفين. وكان ليفي، المثير للجدل، قال لوسائل إعلام فرنسية إنه زار تونس للالتقاء ب «مثقفين» ليبيين وبحث الأوضاع الجارية في بلدهم. وفي بيانها، قالت وزارة الخارجية التونسية إنه «في إطار الحفاظ على استقرار تونس وأمنها الوطني، وحرصاً على عدم الزج بها في الشأن الداخلي الليبي، تدعو وزارة الشؤون الخارجية مجدداً جميع الأطراف الليبية إلى ضرورة الامتناع عن ممارسة أي نشاط سياسي أو تنظيم اجتماعات دون إعلام مسبق للسلطات». وأضافت «تشدد الوزارة على ضرورة التقيد بالقوانين وتؤكد أن كل المخالفات قد تعرض مرتكبيها إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة التي تصل إلى حدّ الطرد النهائي والترحيل الفوري». وكان المتحدث الرسمي باسم الخارجية، مختار الشواشي، انتقد في تصريح لقناة «فرانس 24» عقد «أطراف ليبية» لم يحددها «اجتماعات» مع الكاتب الفرنسي برنار هنري ليفي «دون إشعار الحكومة التونسية». وقال الشواشي «هذه الأنشطة من شأنها أن تؤثر سلباً على علاقات تونس مع جيرانها، الأمر يتعلق باستقرار تونس». وأضاف أن زيارة هنري ليفي إلى تونس «أثارت كثيراً من الجدل وأحدثت غضباً كبيراً خاصةً في صفوف المجتمع المدني لأنه شخصية مثيرة للجدل وله مواقف يعرفها القاصي والداني خاصة في أمهات القضايا العربية». وتظاهر عشرات التونسيين ليل الجمعة- السبت في مطار تونس- قرطاج احتجاجا على الزيارة وأطلقوا هتافات مناهضة له مثل «برنار ليفي ارحل» و»لا للمصالح الصهيونية في تونس». وتقيم أعداد كبيرة من الليبيين في تونس، وهرب هؤلاء من المعارك الدائرة في بلادهم بين ميليشيات متناحرة.