تواصلت المعارك بين عناصر تنظيم «داعش» والمقاتلين الأكراد في مدينة عين العرب (كوباني) وتصاعدت سحب دخان أسود فوق المدينة الاستراتيجية السورية صباح أمس الثلاثاء مع استعداد أكراد العراق لإرسال قوات احتياطية من البشمركة للبلدة كي تنضم للقوات المدافعة عنها ضد هجوم متشددي تنظيم «داعش». وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس من أن الرد العسكري وحده على تهديد «داعش» في سوريا يمكن أن يغذي التطرف لدى مزيد من الجماعات السنية المسلحة ويشعل مزيداً من العنف. وقال بان لمجلس الأمن الدولي عن الجهود لإنهاء الحرب الأهلية المندلعة في سوريا منذ ثلاث سنوات ونصف السنة «هدفنا الاستراتيجي الطويل الأجل في سوريا ما زال التوصل لحل سياسي». وأضاف «الرد العسكري الصرف للتهديد الخبيث الجديد الذي يمثله (تنظيم الدولة الإسلامية) يمكن أن يسهم في نهاية الأمر في تطرف جماعات مسلحة سنية أخرى ويشعل دورة من العنف المتجدد». ويصد مقاتلون أكراد في كوباني هجوماً ل «داعش» منذ سبتمبر دون مساعدة خارجية اللهم إلا الضربات الجوية التي ينفذها تحالف بقيادة الولاياتالمتحدة على القوات المهاجمة. وقالت تركيا الإثنين إنها ستسهل مرور مقاتلي البشمركة الأكراد العراقيين إلى مدينة كوباني السورية الحدودية للمساعدة في مواجهة متشددي تنظيم «داعش». وقال متحدث باسم مقاتلي البشمركة التابعة لحكومة كردستان الإقليمية إن المنطقة الكردية العراقية مستعدة لإرسال قوات احتياطية إلى كوباني وأنه يجري التخطيط لذلك. وأسقطت الولاياتالمتحدة جواً الإثنين أسلحة لمساعدة الأكراد هناك في مقاومة هجوم «داعش». وقالت وحدات حماية الشعب وهي الجماعة المسلحة الكردية السورية الرئيسة إنها تلقت «كمية كبيرة» من الذخائر والأسلحة. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن واشنطن طلبت من الحكومة التركية المساعدة في إدخال البشمركة أو جماعات أخرى إلى كوباني للمساعدة في الدفاع عنها، مضيفا أنه يأمل أن يقود الأكراد زمام المعركة. وحث الاتحاد الأوروبي أيضا تركيا الإثنين على فتح حدودها للسماح بوصول الإمدادات لسكان كوباني. ويمكن للتعزيزات التي تدخل أن تمثل نقطة تحول في المعركة الدائرة منذ أسابيع من أجل السيطرة على كوباني بين قوات كردية ومتشددي «داعش». ويحاصر مقاتلو تنظيم «داعش» كوباني منذ أكثر من شهر من الجنوب والشرق والغرب، وترفض تركيا حتى الآن مطلب القوات الكردية بالسماح بوصول إمدادات من جهة الشمال؛ حيث تحد المدينة الأراضي التركية. ويقصف تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة أهداف «داعش» في العراق منذ أغسطس ووسع الحملة إلى سوريا في سبتمبر.