أعلن مسؤولون في لندن أمس أنه جرى غلق آخر قاعدة عسكرية بريطانية في أفغانستان، وإنهاء العمليات القتالية البريطانية، التي استمرت 13 عاماً. وأفادت وزارة الدفاع البريطانية في بيان بأن قوات الأمن الوطنية الأفغانية تسلمت قاعدة «كامب باستيون»، ومن المقرر أن تغادر القوات البريطانية إقليم هلمند خلال الأيام المقبلة. وقال وزير الدولة لشؤون الدفاع مايكل فالون: «بكل فخر نعلن انتهاء العمليات القتالية البريطانية في هلمند، بعد أن قدمت لأفغانستان أفضل فرصة ممكنة لمستقبل مستقر». وأضاف: «رغم أننا ننهي فصلاً مهماً من تاريخنا المشترك، سوف يستمر التزام المملكة المتحدة بدعم أفغانستان قائماً عبر التطوير المؤسسي وفي أكاديمية ضباط الجيش الأفغاني الوطني وفي التنمية». ظلت باستيون القاعدة الرئيسة لبريطانيا في أفغانستان منذ عام 2006، ويأتي غلقها مع استعداد بريطانيا لسحب جميع قواتها من الدولة بحلول نهاية ديسمبر المقبل. وفي أوج الصراع في أفغانستان، كان يوجد عشرة آلاف جندي بريطاني في هلمند. ووجه البريجادير روب تومسون، كبير العسكريين البريطانيين في هلمند، التحية لأرواح 453 بريطانياً فقدوا حياتهم، كما وجه التحية إلى 140 ألف بريطاني خاضوا الصراعات في أفغانستان لشجاعتهم والتزامهم. وفي السياق نفسه، قامت قوات حلف شمال الأطلسي البريطانية والأمريكية، بنقل مسؤولية الأمن رسمياً إلى الجيش الأفغاني في المنطقة العسكرية جنوب غرب أفغانستان، التي تبقى إحدى مناطق نفوذ متمردي حركة طالبان بعد 13 سنة من النزاع. والقاعدة الضخمة التي بنيت في الصحراء قرب العاصمة الإقليمية لشكركاه هي المنشأة الأكبر للقوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان التابعة للحلف الأطلسي (إيساف). وفي العام 2010-2011 عندما كان عدد قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان في ذروته كانت القاعدة تأوي 40 ألف أجنبي، من ضمنهم العاملون من الباطن.