يجب أن نتنبه لخطورة الحلول المتأخرة، لأنها ببساطة لن تزيد الطين سوى بلة. صاحب الحلول المتأخرة سيجد نفسه وقد دفع الثمن مضاعفا. منذ عشرات السنين ينادي المخلصون للانتباه لمشكلة البناء في مجاري السيول في مدينة جدة، ولم يلتفت لهم أحد. عشرات السنين والمخلصون ينادون بالحذر من مشكلة المساهمات العقارية الوهمية، وغيرها من عشرات المساهمات أمام أعين وزارة التجارة، ولم ينتبه لهم أحد، بل تركوا يسرحون ويمرحون حتى امتصوا مليارات الريالات من أفواه المواطنين المساكين، وحل مشكلة المساهمات التجارية معروف وسهل، وموجود عند دول أقل منا تطورا، وهو ربط أية مساهمة تجارية، سواء أكانت عقارية أو غيرها، ببنك تجاري يضمن أن «لا يلهف» أي حرامي الملايين، مستغلا هذه الثغرة القانونية التي نستغرب كيف تركت مثل حفر الشوارع المنتشرة، ولا مجال في هذه العجالة لذكر الكثير من المشكلات التي من المؤكد عزيزي القارئ أنك تعرف بعضها أكثر مني!! ذكرت وزارة العمل قبل يومين أنها في طريقها لحل مشكلة البطالة خلال ثلاثة أشهر، هذا كلام يثلج الصدر ويبعث على التفاؤل، لكن العاطلين يا وزارة العمل سئموا البحث عن العمل، ولن يخرجهم من الإحباط سوى الحلول الفعلية البعيدة عن الهامشية والقريبة من الواقعية، الكل يعرف أن لدينا ما يقارب النصف مليون عاطل عن العمل، وفي عصر التكنولوجيا يمكن معرفة عددهم بدقة، دون تضييع الوقت في تدارس أشياء شكلية لا تسمن ولا تغني من جوع، أهم الحلول هو الرغبة الوطنية الجادة في حل مشكلة جزء مهم من أبناء الوطن، البحث عن حل جذري حقيقي، إشراك القطاع الخاص مهم في حل مشكلة العاطلين، والتشديد عليهم في التخلص من السعودة الوهمية التي حسب اعتقادي هي أصل المشكلة، والسبب الرئيس في تضخمها. التجار الذي يجمعون صور هويات الكثير من الشباب السعودي لمجرد تحقيق نسبة سعودة وهمية يجب أن يحاسبوا، كذلك لا بد للتجار من مشاركة حقيقية في حل مشكلة البطالة، كفرض مبالغ معينة لدعم صندوق البطالة، لا بد من طرح مشكلة البطالة كمشكلة وطنية حتى يسهل حلها، يجب علينا أن نتحرك بسرعة، فالوقت مهم في حل هذه المشكلة الخطيرة! [email protected]