وجَّه الحراك التهامي في اليمن أمس الجمعة دعوةً لأبناء محافظة الحديدة غرب البلاد إلى المشاركة في مسيرة تُنظَّم مساء اليوم السبت وتطالب بخروج المليشيات المسلحة من المحافظة. يأتي ذلك في وقتٍ تشهد فيه المحافظة أوضاعاً أمنية متوترة، حسبما أكدت مصادر محلية. وقال القيادي في الحراك التهامي، أحمد هبة الله، إن مسلحين حوثيين أطلقوا الرصاص الحي على نشطاء الحراك أمس وإنهم (الحوثيون) متمركزون في قلعة تهامة التاريخية التي تطل على منطقة تجمع النشطاء. وتابع «هم يختلقون تلك المشكلات وينشرون الفوضى ليُخيفوا المواطنين حتى لا يشاركوا في المسيرة التي دعونا إليها أبناء المحافظة». في المقابل، قال عضو المكتب السياسي للحوثيين، علي القحوم، إن الموجودين حالياً في الحديدة هم لجان شعبية من المدينة نفسها، موضحاً أنهم يحمون منطقتهم من أي تهديدات خارجية وداخلية وأضاف القحوم «أولئك من سيحمون حق المواطنين، وهم أنفسهم من سيحاربون الفساد الذي لطالما اشتكى منه الحراك التهامي طوال الفترات الماضية». ويُتَّهم الحوثيون بأنهم يستخدمون شعار «محاربة الفساد» لتوسيع نفوذهم. واندلعت مساء أمس الأول الخميس اشتباكات مسلحة هي الأعنف بين الحوثيين والحراك التهامي في منطقة الكورنيش في الحديدة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 3 أشخاص وإصابة أكثر من 10 آخرين. وفي عدن، تظاهر آلاف من أنصار الحراك الجنوبي الانفصالي أمس للمطالبة بالاستقلال عن صنعاء. وتجمع المحتجون من أنصار الحراك في ساحة العروض الواقعة بحي خور مكسر رافعين أعلام دولتهم السابقة التي انتهت سيادتها عام 1990. ورفع المحتجون لافتات كُتِبَ عليها «التحرير والاستقلال مطلبنا»، و»لن نتراجع لن نهدأ حتى طرد المحتلين» و»يا جنوبي علِّي الصوت.. استقلال وإلا الموت». وشارك في التجمع الزعيم الجنوبي رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب حسن باعوم. ولم تسجل التظاهرة أي صدامات مع عناصر الشرطة والجيش الذين انتشروا في محيط ساحة العروض وأمام مقرات أمنية وحكومية قريبة من مخيمات الاعتصام التي نُصِبَت منذ ال 14 من أكتوبر الجاري. واعتبر رئيس اللجنة الإعلامية في مخيمات الاعتصام المفتوح، ردفان الدبيس، أن «هذا التجمع يبعث برسالة جديدة للشركات النفطية الأجنبية العاملة في الجنوب بوقف تعاملها مع صنعاء عاصمة دولة الاحتلال ووقف الإنتاج والتعامل مع أبناء الجنوب». لكن الانقسام يسود صفوف المطالبين بالاستقلال، حيث أعلن حوالي 20 فصيلاً قيام تحالف آخر باسم المجلس الوطني لإنقاذ الجنوب بقيادة محمد علي أحمد. ويبدو أن هذا الأخير انضم إلى المطالبين بالاستقلال بعد قيادته وفد الجنوب إلى مؤتمر الحوار الوطني الذي قرر في ختام أعماله في يناير الماضي تحويل اليمن إلى دولة اتحادية من 6 أقاليم.