أكد ل»الشرق» المدير التنفيذي للخدمات الهندسية في شركة أرامكو السعودية، عمر بازهير، أن تكلفة الخسائر في المنشآت البترولية والبتروكيماويات جرّاء تآكل المعادن تتراوح بين 400 إلى 500 مليون دولار. وبيّن بازهير خلال فعاليات مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط ال14 لتآكل المعادن، الذي عقد البارحة الأولى في المنامة، أن المملكة العربية السعودية تتخذ مواصفات عالمية للحد من تآكل المعادن، لكنه أشار إلى أن نسبة تآكل المعادن في المملكة ما يقارب 2% من المنشآت. وقال إن التطور التكنولوجي ساعد على تحسين عملية التحكم في تآكل المعادن، وأصبحت لها أنظمة محاكاة يستطيع من خلالها المهندسون والمهنيون معرفة درجة التآكل عبر الزمن، ويمكنهم مقارنة التآكل الحقيقي عن طريق عمليات حسابية أسهمت في التقليل من التآكل في السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن «أرامكو» لديها برنامج متكامل يتم عن طريقه التحكم في عملية تآكل منشآتها، حيث يتم وضع برامج خاصة بها تتلاءم مع متطلبات التشغيل. من ناحيته، أكد ل»الشرق» وزير الطاقة البحريني، عبدالحسين ميرزا، أن التقنية المتقدمة التي توصلت لها الشركات تسببت في الحد من الخسائر الكبيرة للاقتصاد العالمي، جرّاء تعرض المنشآت إلى تآكل المعادن. وأضاف أن هذا المؤتمر يركز بصفة خاصة على دراسة تآكل المعادن، الذي يقام بانتظام منذ ثلاثة عقود، وعلى مدى العقود الزمنية القليلة الماضية استقطب عدداً من الخبراء والمهندسين من مختلف الصناعات؛ ما مكّن من توفير ملايين الدولارات في المنطقة نتيجة لتطبيق أفكار وحلول، وتبني أبحاث وتقاسم المعرفة، فقد تم اتخاذ خطوات مهمة في مجال علم المواد والبتروكيماويات والسيراميك. وأضاف أن تآكل المعادن يكلف المنشآت مليارات الدولارات في كل سنة، وهذا يحدث في أقطاب العالم كافة، موضحاً أن المنطقة تنتج كميات كبيرة من النفط الثقيل الذي يحتوي على نسبة عالية من مادة الكبريت، ويعدّ الكبريت في حد ذاته مصدراً لبيئة تسبب التآكل. وشدّد على واجب حماية الأصول، التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، موضحاً أن هدف المؤتمر هو حماية الأصول وحماية البيئة، كما شهد المؤتمر على مر السنوات آلاف الأبحاث الفنية من جانب ممثلين عن الشركات ومراكز الأبحاث والجامعات والمؤسسات الحكومية والجمعيات الصناعية من مختلف أنحاء العالم. من جانبه، كشف رئيس المؤتمر، المهندس بدر بوسبيت، عن استطلاعات للرأي أجريت أخيراً تثبت أن إجمالي تكلفة تآكل المعادن حوالى 2.2 تريليون دولار على المستوى العالمي، أي 3٪ من إجمالي الناتج المحلي العالمي، دون الأخذ بعين الاعتبار الأضرار البيئية، وإهدار الموارد، وتدني نسبة الإنتاج، أو الإصابات الشخصية الناجمة عن معالجة تآكل المعادن. وقال إن فوائد السيطرة على تآكل المعادن كبيرة، مشيراً إلى إمكانية توفير ما يقارب 20 إلى 25٪ من 2.2 تريليون دولار، من خلال تطبيق التقنيات المتوفرة حالياً، التي من المحتمل أن توفر نصف تريليون في حال تطبيقها؛ الأمر الذي يجعل التفكير بما يمكن تحقيقه من خلال تطوير تكنولوجيات جديدة ومبتكرة. عبدالحسين ميرزا يتحدث في المؤتمر عمر بازهير