أكد ملتقى الجبيل الأول للحماية من التآكل الذي نظمته الهيئة الملكية في الجبيل، عدم وجود خوف على المنشآت النفطية، وصناعة البتروكيماويات من مشكلة التآكل، لأنها مبنيّة على أسس عالمية المواصفات، وتعمل وفق آليات تحكُّم قوية في برامج التفتيش، وعمليات الصيانة الدورية التي تستهدف حماية الأرواح والمنشأة. واختتم الملتقى الذي أقيم في مدينة الجبيل الصناعية، على مدى يومين، بمشاركة عدد من المهتمين والمختصين في مجال الحماية من التآكل بالمنشآت الصناعية. وأوضح رئيس اللجنة المنظمة للملتقى المهندس أحمد بن مطير البلوي، أن الملتقى تناول تحديد أسباب تلف وتدهور الخرسانة في المباني في منطقة الخليج العربي وهو تآكل حديد التسليح الذي يتسبب في تصدع وتشظي الغطاء الخرساني نتيجة للظروف البيئية القاسية المحيطة بالمنطقة، والتي تتمثل في ملوحة التربة وارتفاع مستوى المياه الجوفية وحرارة الجو والرطوبة. وأشار إلى أن الملتقى ناقش مواضيع فحص ومراقبة المنشآت الصناعية باستخدام طرق الفحص اللا إتلافية لتحديد أماكن الضعف المتضررة بالتآكل، وكذلك استخدام مواد الطلاء لحماية المعادن من التآكل في المنشآت الصناعية، بمشاركة خبراء المعاهد المحلية والعالمية. وشدد عضو الجمعية الأميركية العالمية للتآكل المهندس علي البيض، على أن المنشآت النفطية وصناعة البتروكيماويات في الجبيل، لا تعاني من التآكل كمشكلة قد تعيق التطوير أو تتسبب في توقف الإنتاج، أو حدوث كوارث أو حوادث صناعية، لأنها مبنية على أسس عالمية المواصفات، وتعمل وفق آليات تحكم قوية، فكل مصنع له برامج تفتيش يومية وأسبوعية، ويخضع لعمليات صيانة دورية دقيقة تستهدف حماية الأرواح والمنشأة، وكذلك تحقيق أعلى جودة للمنتج. فيما قال نائب رئيس الجمعية الأميركية للاختبارات اللا إتلافية في المملكة محمد أبو فور، إن المنشآت النفطية والبتروكيماوية في السعودية تعمل وفق أحدث النظم العالمية في التحكم، والصيانة والتشغيل، وتعمل بطريقة دورية لتطوير آلياتها، وأنظمة عملها، وتستخدم أجهزة عالية الدقة لمتابعة خطوط الإنتاج، واكتشاف التآكل وفحصه، كما أنها تمتلك تقنيات عالمية لحماية المنتج من آثار التآكل في حال ظهرت بوادره. وخرج الملتقى بعدد من التوصيات التي من شأنها تقليص حجم الخسائر الناتجة من التآكل، وتحديد أسباب تلف الخرسانة في المباني بمنطقة الخليج العربي، وتآكل حديد التسليح الذي يتسبب في تصدع وتشظي الغطاء الخرساني نتيجة للظروف البيئية القاسية بالمنطقة، والتي تتمثل في ملوحة التربة، وارتفاع مستوى المياه الجوفية، وحرارة الجو والرطوبة. وأوصى خبراء التآكل باستخدام الخرسانة في بناء المباني السكنية والتجارية الخفيفة «المادة الإنشائية الأكثر شيوعاً في الخليج العربي»، وذلك من خلال استعمال الأسمنت العادي مع المواد البوزولانية في الأساسات، واستعمال نفس النوع من الأسمنت ولكن من دون إضافة للمواد البوزولانية في الأجزاء التي تقع فوق سطح الأرض. ودعوا إلى استعمال الحد الأدنى من المياه في الخلطة الخرسانية، إضافة إلى استخدام الحد الأقصى للغطاء الخرساني حول قضبان التسليح، وحماية الخرسانة الموجودة تحت سطح الأرض بمواد عازلة للرطوبة، ووضع أساسات المبنى فوق مستوى المياه الجوفية بقدر الإمكان، إضافة إلى استخدام الخرسانة غير المسلحة في الأماكن المسموح بها إنشائياً.