بعد ما يزيد عن ( 8 ) سنواتٍ منذ وُضع حجر الأساس لمشروع إنشاء البرج الطبي بمنطقة الباحة في شهر جمادى الآخرة من عام (1427)ه، وبتكلفةٍ إجمالية تتراوح ما بين (120-200) مليون ريال حسب تصريحات مسؤولي صحة الباحة، وبعد كل تلك السنوات المملوءة بالتعثر والتخبط وتضارب التصريحات، للحد الذي جعل أحد التقارير يصف مشروع البرج بأنه تم بناؤه بلا رؤيةٍ واضحة لما سيخصص له مستقبلاً، وبعد كل الوعود الوهمية والتعديلات العشوائية؛ يُصرّح مدير الشؤون الصحية بالباحة -قبل أيام-(بعدم صلاحية) البرج ليكون مركزاً متخصصاً كما خطط له، وسيكون مجرد توسعة للمستشفى الحالي فقط، بنقل العيادات والصيدلية واستحداث وحدة جراحات اليوم الواحد، وبهذا التصريح المدوي تعلن صحة الباحة بعد كل تلك السنوات العجاف عن ضياع آمال المواطنين وإجهاض أحلامهم، وتسدل الستار على مسرحيةٍ طالت فصول حكايتها الكئيبة، ويجب ألا تمر خاتمتها البائسة، دون مراجعةٍ ومحاسبة..! كل ما سبق يؤكد على استمرار معاناة أهالي منطقة الباحة، بسبب افتقار منطقتهم للمراكز الصحية التخصصية، في المجالات والأمراض النوعية، كأمراض القلب والأورام وما شابهها؛ مما يضطر المرضى للبحث عن فرص العلاج في المناطق الأخرى، مع ما يرافق ذلك من صعوبات التحويل، وتعقيدات الحصول على الموعد والسرير (الحلم)، وكم من القصص المأسوية التي تُروى بالحسرة والألم للمرضى الذين رحلوا عن الدنيا، وهم ينتظرون الموافقة على علاجهم في أحد المراكز المتخصصة خارج المنطقة، ولا يزال بقية المرضى معلقين بين الوجع والانتظار، بعدما ذهب البرج «الوهمي» في مهب الريح..! ختاماً، يا سمو أمير المنطقة، ويا معالي وزير الصحة؛ بعد كل هذا العبث والإهمال، وبعد كل هذا الهدر المالي والزمني، في مشروع برج الباحة الطبي: من المسؤول..؟!