في ظل التراجعات الكبيرة التي مُني بها سوق الأسهم السعودية، خلال الأيام الماضية من تداولات الأسبوع؛ يسود «الترقب والقلق» بين أوساط المتداولين حول تداولات الغد، خاصةً بعد إجازة عدد من المشائخ الاكتتاب في أسهم البنك الأهلي التي ستطرح غداً، والذين هم ضمن الهيئة الشرعية للبنك، وتعميق السوق لخسائره في نهاية جلسة التداولات الأسبوعية بانخفاض حاد بلغت نسبته 3.95 % بمعدل 355 نقطة، في حين بلغت السيولة المتداولة 10.1 مليار ريال. ورجح متعاملون احتمالية خروج سيولة كبيرة من السوق خلال التداولات التي ستبدأ غداً، وتوقعوا إقبال نسبة كبيرة ممن يرغبون الاكتتاب بعد تجاوز الأزمة الشرعية له.وقال الخبير في مجال الأسهم والمال والأعمال، راشد الفوزان أن من يبحث في سوق الأسهم عن ربح عاجل وسريع سيكون أول الخاسرين، مؤكداً أن ما حصل في سوق الأسهم السعودي هو تصحيح منطقي يفرضه واقع السوق. وأضاف الفوزان، أن في سوق الأسهم السعودية فرصاً كما هي الآن، مشيراً إلى أن اكتتاب البنك الأهلي سغير كثيراً وإيجاباً مع بداية التداول، محذراً المتعاملين الذين يدخلون لسوق الأسهم دون أهداف للخروج والدخول. وشدد الفوزان على أن سوق الأسهم السعودي لا يعتمد على التحليل الفني والقراءة لمسار السوق، وأن عديدًا من المتداولين في السوق لا يسألون عن أسباب الصعود والارتفاعات، عكس الانخفاضات والتراجعات التي تحدث فيه، منوهاً بأن تجاوز القيم المستحقة للسهم لابد أن تصحهها الأسواق. من جهة أخرى؛ شهدت أسواق المال في العالم تعافياً نسبياً أمس الجمعة، بعد يومين من التقلبات الحادة، لكنها تبقى في دائرة الاهتزاز بسبب المخاوف التي ما زالت تحيط بالنمو العالمي طبقاً لخبراء اقتصاديين، فيما كانت بورصات عدة قد تمكنت من الحد من خسائرها بعد ظهر الخميس الماضي. ووفقاً لخبراء اقتصاديين فإن تضافر تراجع أسواق الأسهم مع أرقام سيئة في منطقة اليورو وانخفاض أسعار النفط يعني أن التضخم يصبح مشكلة بدرجات أقل.