فيما استبعد المحلل المالي فضل البوعينين أي تأثير لعملية الاكتتاب المرتقبة في أسهم البنك الأهلي التجارية، على ما يشهده سوق المال السعودي من تراجع «مقلق»، أرجع زميله الدكتور سالم باعجاجة التراجع إلى الأحداث السياسية التي تشهدها المنطقة. وواصل مؤشر الأسهم أمس سلسلة تراجعاته، مغلقاً على انخفاض ب 355.46 نقطة، بنسبة 3.59% عند مستوى 9547.54 نقطة بتداولات قاربت 10.2 مليار ريال. وشهدت التداولات انخفاضاً حاداً طال أسهم السوق، سجلت فيه أسهم 151 شركة تراجعاً في قيمتها. وأغلقت كل قطاعات السوق ال 15 على تراجعات كبيرة تصدرها قطاع التأمين الذي تراجع منخفضاً بنسبة 7.29%، تلاه قطاع النقل بنسبة 6.41%، ثم قطاع الاستثمار المتعدد بنسبة 5.3%، وقطاع التطوير العقاري المتراجع بنسبة 4.82% تلاه قطاع التشييد والبناء المتراجع بنسبة 4.47%، وقطاع شركات الاستثمار الصناعي بنسبة 4.22%. كما تراجع قطاع الصناعات البتروكيماوية بنسبة 4.18%، تلاه قطاع الإعلام والنشر بنسبة 3.93%. وقال البوعينين إن الاكتتاب في البنك الأهلي ليس له علاقة بعملية التخارج من سوق المال، واتجاه مساهمين إلى تسييل أموالهم، لشراء أسهم البنك، مضيفاً أن القضايا الشرعية التي تحيط بعملية الاكتتاب في البنك الأهلي، قد تقلل الإقبال على عملية الاكتتاب، يضاف إلى ذلك أن عدد الأسهم التي سيتم تخصيصها لكل مواطن، لن يكون مشجعاً بما فيه الكفاية للخروج من سوق المال، والاتجاه للاكتتاب. ودعا البوعينين إلى حماية سوق المال عبر الصناديق السيادية الموجودة في السوق، وقال: «تخسر السوق مئات النقاط يومياً، ولا نسمع صوتاً رسمياً يطمئن المساهمين على أموالهم، ويعدهم بتصحيح الأخطاء مستقبلاً، فهذا يعزز حالة الفزع في أوساط المساهمين، الذين مازالوا يفتقدون إلى ثقافة الاستثمار في سوق المال، ويفزعون من رؤية الأسهم الحمراء، فيخرجون من السوق بعشوائية قد تكبدهم خسائر فادحة، ومثل هذا السلوك لا يوجد في المساهمين لدى الدول المتقدمة، الذين يدركون أن هبوط مؤشر السوق لديهم وارد، كما هو الحال في صعوده». ورأى المحلل الدكتور سالم باعجاجة أن الحرب على داعش من قبل التحالف الدولي، أثرت في أسواق المال، ليس في السعودية فحسب، وإنما في المنطقة العربية، وقال: «قد يكون للاكتتاب في أسهم البنك الأهلي تأثير، ولكنه محدود، وأعتقد أن صغار المتداولين يتحملون مسؤولية تراجع المؤشر، بعد الخروج العشوائي من السوق».