وصف محللان ما حدث في سوق المال السعودي أمس بأنه أكبر كارثة تشهدها السوق، منذ الأزمة المالية الاقتصادية في عام 2008، مؤكدين أن المتداولين الأفراد يتحملون جزءاً كبيراً من مسؤولية خسائر الأمس بتدافعهم نحو بيع أسهمهم بشكل عشوائي، فيما تتحمل وسائل الإعلام الجزء الباقي. وكان مؤشر السوق هوى أمس، متكبداً خسائر فادحة، بتراجعه بنحو 706.10 نقطة، بنسبة 6.51% عند مستوى 10145.38 نقطة، بتداولات تجاوزت 8.7 مليار ريال. وشهدت التداولات انخفاضا حادا طال أسهم السوق سجلت فيه أسهم 160 شركة تراجعا في قيمتها، في الوقت الذي تجاوز فيه عدد الأسهم المتداولة 266.3 مليون سهم توزعت على أكثر من 140.5 ألف صفقة. واتهم المحلل الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة الأفراد المتداولين بأنهم السبب وراء خسائر السوق، واصفاً ما حدث بأنه كارثة مالية جديدة. وقال ل «الشرق»: «صاحبت خسائر سوق المال، حالة من القلق والتوجس لدى المتداولين الأفراد، الذي هرولوا نحو بيع الأسهم، لمجرد أنهم استشعروا الخطر»، مبيناً أن «الخسائر حتى منتصف اليوم (أمس)، كانت في حدود 320 نقطة، ومع انتشار القلق النفسى، سارع المتداولون للتخلص من الأسهم بالبيع العشوائي». وأبدى باعجاجة مخاوفه من استمرار تراجع سوق المال اليوم، وقال: «إذا هوى المؤشر في تداولات اليوم دون 10 آلاف نقطة، فربما يواصل رحلة الهبوط المر، متأثراً بالخوف والقلق النفسي من وقوع انهيار وشيك في السوق، تكبده مزيدا من الخسائر». ومن جانبه، رأى المحلل الاقتصادي فضل البوعينين أنه لا مبرر لخسائر سوق المال أمس، وقال: «ما حدث أمس يُصنف ضمن الكوارث المالية الأعنف في تاريخ سوق المال السعودي، منذ الأزمة المالية العالمية التي وقعت في عام 2008، وإذا جاز لنا أن نتهم أحداً بأنه يقف وراء ما حدث، فنستطيع أن نتهم المتداولين الأفراد الذين هرولوا نحو البيع العشوائي والتخارج من السوق، وهيئة سوق المال، التي فشلت في إيجاد قائد للسوق، يحميه من المؤثرات الخارجية». وتابع «أعتقد أن غالبية من باع أسهمه أمس، هم جزء من المضاربين، الذين تكبدوا خسائر حقيقية، لأنهم يدخلون السوق لتحقيق مكاسب سريعة وخاطفة، أما الذين فضلوا البقاء في السوق، فهم من أصحاب الاستثمار طويل المدى، وهؤلاء تكبدوا خسائر دفترية، وبإمكانهم تعويض هذه الخسائر مستقبلاً». ونفى البوعينين تعمد بعض المتداولين تسييل استثماراتهم، استعداداً للاكتتاب في البنك الأهلي التجاري، وقال إن «حجم التخصيص في البنك، لا يشجع المستثمرين على الخروج من سوق المال، من أجل الاكتتاب»، موضحاً أن «بعض وسائل الإعلام لعبت دوراً كبيراً في خسائر الأمس، عندما ساهمت في نشر الخوف والقلق بين صفوف المتداولين، وكأنها تدفعهم لبيع أسهمهم اليوم قبل استفحال الخسائر في الغد»، وقال: «إحدى المذيعات وصفت ما حدث بالكارثة، وكادت تبكي وهي متأثرة من تراجع المؤشر السعودي، ولاحظت أيضاً أحد المحللين وهو يتباهى أمام الشاشة بأن توقعاته كانت صائبة بتراجع السوق بعد إجازة عيد الأضحى، وكل هذا أدخل الرعب في قلوب المتداولين، ودفعهم للخروج من السوق».