حق الفيتو أو النقض أو النقص صُمم لنقض العدل في العالم، بيد رهط من المفسدين في الأرض، من قوى الاستكبار العالمية. كان أول تعرفي على هذه المصيبة من المفكر الجزائري مالك بن نبي في سلسلة كتبه عن مشكلات الحضارة؛ فقد بنت القوى العظمى بيت الظلم هذا بعد انتصارها في الحرب العالمية الثانية. ومازال هذا النقض ينقض كل مسألة تأزمت وتحتاج إلى العدل، فتصل إلى يد شركاء متشاكسين فيتعطل العدل ويولد الظلم. من هذه الأمثلة ما فعلت الصين وروسيا في مجلس الأمن في الرابع من فبراير 2012م، فأعطت الضوء الأخضر لطبيب العيون الأعشى أن يضرب سورية بالصواريخ، ويهدم المدن، ويذبح عائلات بأكملها، طالما قال له حق الفيتو (حق النقض) انقض البيوت على رؤوس أصحابها. ويشبه هذا من طرف أمريكا بدل روسيا والصين في القضية الفلسطينية منذ أول يوم نشأت فيه، فقد اتخذت أمريكا موقفاً لا يتبدل في نصرة إسرائيل ظالمة أو مظلومة. وخطورة هذه المؤسسة أنها قسمت العالم إلى مخصبين ومخصيين. دول هي خمس تقول لا .. لأي مشروع، ولو كان كامل العدل، ليقف ويفرمل ويتعطل العدل ويولد الظلم. وهذا الأمر سيتكرر، وسيبقى العالم على هذه الصورة المأساوية حتى يتغير. هناك من فكر في المسألة على نحو مقلوب، إمعاناً في الضلال أكثر، فقال يا جماعة، لماذا نجعل مجلس الأمن خمسة مقاعد دائمة بيدها القرار ومنها حق النقض، وعشرة غير دائمة هي للديكور، ليعطي هيبة للمجلس الذي لم تبق له هيبة ومصداقية. قالوا بدل خمسة لنجعله سبعة؟ حسنا من سيكون الجديد في هذا النادي الإجرامي؟ من هما العضوان الجديدان المضافان إلى الرهط الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون؟ إنهما أعداء الماضي اليابان وألمانيا، فتصبح المقاعد سبعة، ويزداد الظلم في العالم سبع درجات! هل نلاحظ أن عدد سكان أربعة أعضاء في مجلس النحس هذا (650 مليون نسمة) لا يعادل سكان دولة واحدة مثل الهند (فرنسا خمسون مليوناً، بريطانيا خمسون مليوناً، روسيا 250 مليوناً، وأمريكا 280 مليوناً، مقابل الهند أكثر من مليار)؟ ما الحل إذاً؟ ليس من حل قريب، فالعالم غابة حتى يتمكن من بناء برلمان عالمي على أساس عدد السكان الذين يُمَثَّلون بشكل صحيح يقرر بغالبية الأصوات وبقرار قابل للتنفيذ. حتى ولادة عالم من هذا النوع، وهو قادم، فسوف تبقى حمص تدك، ويقول بليد المعلك، لنعدّ حمص غير موجودة على الخارطة!