تجمع آلاف المحتجين من جديد في وسط هونج كونج أمس الجمعة لمواصلة حملتهم من أجل تحقيق الديمقراطية بعد يوم من رفض الحكومة إجراء محادثات مع قادة الطلبة الذين يتزعمون الاحتجاجات وسط أزمة مستمرة منذ أسبوعين هزت المدينة التي تُعد مركزاً رأسمالياً في الصين الشيوعية. وأصيبت حركة المرور بالشلل بعد أن حضر المحتجون ومعهم خيام مما يشير إلى أنهم يستعدون لاعتصام طويل على الرغم من دعوة الشرطة إلى إزالة العقبات التي اعترضت الطرق الرئيسة المؤدية إلى حي المال في وسط المدينة. وقالت الشرطة إنها قد تتخذ إجراء في الوقت المناسب دون أن تحدد طبيعته. ويبدو المحتجون مجهزين بشكل جيد للاعتصام، وأقاموا حمامات مؤقتة ونصبوا خياماً للمبيت. وجاء قرار الحكومة أمس الأول الخميس بإلغاء المحادثات مع الطلاب التي كانت مقررة أمس الجمعة في الوقت الذي طالب فيه نواب ديمقراطيون ضباط مكافحة الكسب غير المشروع بالتحقيق في حصول حاكم المدينة الموالي لبكين، ليونج تشون-ينج، على 6.4 مليون دولار أثناء توليه السلطة. وكشفت مجموعة «فيرفاكس ميديا» الأسترالية الأسبوع الماضي أن شركة هندسية أسترالية دفعت هذا المبلغ لحاكم هونج كونج. ويضم حي أدميرالذي بوسط هونج كونج المباني الحكومية وهو موقع الاحتجاج الرئيس من أجل الضغط على الحكومة للموافقة على إجراء انتخابات عامة. ويحكم زعماء الحزب الشيوعي الصيني هونج كونج بسياسة «بلد واحد ونظامين» التي تتيح للمدينة حكما ذاتياً واسعاً وحريات لا تتوافر في البر الرئيس. لكن بكين اتخذت قراراً في 31 أغسطس الماضي بأن تدقق في المرشحين الراغبين في خوض انتخابات لاختيار الرئيس التنفيذي للمدينة في 2017 في خطوة يقول المطالبون بالديمقراطية إنها ستجعل مسألة الاقتراع العام بلا معنى. وقالت ثاني أكبر مسؤولة في حكومة هونج كونج، كاري لام، إن الدعوة لإجراء محادثات مع الطلاب ألغيت لأن مطالب الطلبة بإجراء الاقتراع العام لا يتفق مع دستور هونج كونج وما وصفته بالاحتلال غير المشروع لأجزاء من المدينة والدعوات الجديدة للاحتشاد. ووصفت الصين الاحتجاجات أمس الجمعة بأنها غير مشروعة وانتقدت الكونجرس الأمريكي ل «إرساله رسالة خاطئة للمحتجين» في خطوة اعتبرتها بكين «هجوماً متعمداً» عليها. وتراجع أعداد المحتجين إلى بضع مئات في مواقع حول المدينة لكن الناشطين تمكنوا من مواصلة حصارهم لبعض الطرق الرئيسة. وقال جون وونج، وهو طالب جامعي عمره 18 عاماً في موقع الاحتجاج الرئيس في حي أدميرالتي «هذا أمر علينا أن نفعله ونحن صغار، إنه ألم نشعر به لفترة قصيرة من أجل مكاسب طويلة». وذكرت وسائل إعلام محلية أن أحد زعماء الطلبة قال إن المحتجين سيبحثون إنهاء إغلاقهم بعض الطرق إذا سمحت لهم الحكومة باستخدام ساحة سيفيك سكوير المجاورة لمقار الحكومة في أدميرالتي.