أعلنت وزارة الخزانة البريطانية أمس أنها شرعت في تنفيذ الخطوات الإجرائية لإصدار أول أصول سيادية بالعملة الصينية «يوان». وذكرت وزارة الخزانة في بيان أنه تم اختيار ثلاثة بنوك كبرى هي «بنك الصين»، و «إتش إس بي سي»، و «ستاندرد تشارتر» من أجل تنفيذ خطط الحكومة البريطانية لبيع الأصول. وأشارت إلى أن تعيين البنوك الثلاثة يمثِّل خطوة مهمة لإصدار أول أصل سيادي باليوان في الاقتصادات الغربية الكبرى، مؤكدة أن عائدات الأصول التي سيُعلِن بنك إنجلترا عن قيمتها وتاريخ إصدارها قريباً ستستخدم في تعزيز احتياطات الدولة. وأضاف البيان أن الخطوة ستعزز مكانة لندن كأكبر مركز مالي للعملة الصينية في الدول الغربية، فضلاً عن كونها تمثل بداية لمرحلة جديدة ضمن خطط جَعْل بريطانيا مركزاً للصيرفة العالمية. ولفت إلى أن بريطانيا تعدُّ الأسرع نمواً بين الأسواق المالية في أوروبا فيما يتعلق بالعمليات المالية التي تتم بالعملة الصينية، مبيناً أن قيمة تلك العمليات بلغت العام الماضي 25.3 مليار دولار يومياً بزيادة قدرها 50% مقارنة بالعمليات المسجلة عام 2012. وأوضح البيان أن قرارات وزارة الخزانة تعني أن اليوان يمكن أن يصبح في المستقبل عملة لاحتياطات بريطانيا، مشيراً إلى أن الاحتياطات الماليةلبريطانيا معتمدة حالياً بعملات الدولار الأمريكي والكندي واليورو والين الياباني فقط. ويأتي الإعلان عن تعيين البنوك الثلاثة لبيع الأصول البريطانية بالعملة الصينية تتويجاً لزيارة رئيس وزراء الصين لي كه جيانغ لبريطانيا منتصف يونيو الماضي، حيث تم في ذلك الحين الإعلان عن فتح التداول المباشر بين الجنيه الإسترليني واليوان بهدف تعزيز الروابط الاقتصادية والمالية بينهما من خلال تسهيل مهمة تشكيل سعر صرف مزدوج، الأمر الذي يسمح بخفض تكاليف التحويلات ويشجِّع على استخدام العملتين في مشاريع التجارة والاستثمارات المشتركة. وأكد وزير الخزانة البريطاني جورج أوزبورن خلال زيارة جيانغ أن وزارته أصدرت رخصاً جديدة لعدد من الشركات البريطانية للاستثمار المباشر في الأسواق الصينية بعد الموافقة على ضمانات القروض التي تهيمن عليها العملة الصينية من طرف وكالة ائتمان الصادرات التابعة للحكومة البريطانية. وأوضح أوزبورن أن ذلك سيسمح باعتماد أول صفقة من الوكالة الحكومية البريطانية بالعملة الصينية فضلاً عن دفع الشركات البريطانية للتنافس من أجل الفوز بصفقات ومشاريع اقتصادية في الصين.