شنغهاي، لندن، سنغافورة - رويترز - أعلن رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان - رومبوي إن اليوان سيلعب يوماً ما دوراً رئيساً كعملة احتياط عالمية، على رغم أن الدولار سيظل عملة مهمة. وأضاف خلال زيارة إلى «مدرسة شنغهاي للأعمال»: «إننا نعيش في عالم متعدد القطب والعملة في شكل متزايد، وها هو اليورو يصعد كعملة احتياط، لكن يظل الدولار عملة مهمة عالمياً». وتابع: «في العقود المقبلة ستحصل تغيرات هائلة، وفي المستقبل البعيد ستلعب العملة الصينية دوراً رئيساً في الاحتياطات العالمية، لأن الصين مهمة جداً في التجارة العالمية حالياً، والأموال تقتفي أثر التجارة عالمياً». وأوضح ان على الصين، لتحقيق ذلك، جعل اليوان، المعروف بالرينمينبي (عملة الشعب)، قابلاً للتحويل في شكل كامل، ولم تقدم الحكومة الصينية حتى الآن أي مؤشر واضح في هذا المجال. وتحاول بكين تعزيز الثقل العالمي لعملتها، عبر تشجيع إتمام تسويات التجارة الخارجية باليوان وتوقيع اتفاقات ثنائية لمبادلة العملات مع دول أخرى، لكن محللين يرون أن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً كي يصبح اليوان عملة احتياط عالمية. وانتهز فان رومبوي الفرصة للضغط على الصين في شكل غير مباشر في شأن سعر صرف اليوان، الذي يرى بعضهم انها تبقيه متدنياً عن قصد لتعزيز صادراتها. وكانت الصين سمحت لليوان، الذي يخضع لسيطرة صارمة، بالارتفاع نحو 5 في المئة منذ أن فكّت ربطه بالدولار في حزيران (يونيو) العام الماضي، وزاد بنسبة 1.3 في المئة منذ بداية العام الجاري. واستغل فان - رومبوي زيارته للصين واجتماعاته مع مسؤولين من بينهم الرئيس الصيني هو جينتاو لطمأنة بكين في شأن سلامة اليورو، في غمرة أزمة الديون الحالية لبعض الدول الأعضاء في «منطقة اليورو»، لكنه سعى إلى الضغط عليها في قضايا أخرى، كحقوق الإنسان وضمان تحقيق حرية أكبر لدخول الشركات الأوروبية السوق الصينية. إلى ذلك، كافح اليورو امس ليحتفظ بمكاسبه أمام الدولار، بعد فشله في تخطي مستوى فنّي رئيس لعمليات جني أرباح، ما أبقى العملة الموحّدة في نطاقها القصير المدى امام الدولار. واستمدت العملات العالية الأخطار، ومنها اليورو، بعض الدعم من ارتفاع الأسهم وأسعار السلع الأولية، في حين تراجع الدولار بعد ان تأثر الاقبال على الأصول الاميركية بانخفاض عائدات السندات الأميركية. وتوقف الاتجاه الصعودي لليورو، بعد أن اعلن وزراء المال الأوروبيون اول من أمس إن اليونان قد تضطر إلى إعادة هيكلة ديونها، ما أثار تكهنات بتفاقم أزمة الديون السيادية في أوروبا. وجرى تداوله امس ب1.4260 دولار، اي بارتفاع طفيف. وقال متداولون إن الطلب السيادي المبكر الذي دفع العملة الموحدة إلى أعلى مستوى خلال الجلسة، البالغ 1.4287 دولار، لم يؤد إلى عمليات شراء فعلي كبيرة. فتراجعت 0.3 في المئة أمام الين إلى 115.63 ين، متخلية عن مكاسب حققتها في التداولات المبكرة، على خلفية توقعات بموجة بيع للين مرتبطة بصفقات استحواذ من شركات يابانية. وتراجع الدولار 0.4 في المئة إلى 81.12 ين، بعد أن تأرجح عائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل عشر سنوات، قريباً من أدنى مستوياته في خمسة شهور. وانخفض مؤشره امام عملات رئيسة 0.3 في المئة إلى 75.207 نقطة، ليواصل ابتعاده عن أعلى مستوى في ستة أسابيع، سجله في وقت سابق من الأسبوع عند نحو 76 نقطة. وتأثرت العملة الأميركية ببيانات ضعيفة لقطاعي الصناعات التحويلية والإسكان الأميركيين، أشارت إلى استمرار تباطؤ الاقتصاد الأميركي. وارتفع الدولار الاسترالي إلى 1.0630 دولار، متعافياً من أدنى مستوى خلال اليوم بلغ 1.0615 دولار، بعد بيانات محبطة للأجور في استراليا. وفي سوق المعادن، انتعش الذهب مع اقبال المشترين الآسيويين عليه، بعد موجة هبوط استمرت ثلاثة أيام، واستمدت معنويات المستثمرين دعماً من أزمة ديون منطقة اليورو المستمرة. وكسب المعدن النفيس في السوق الفورية 0.4 في المئة مسجلاً 1491.26 دولار للأونصة. وزاد سعر الفضة الفوري واحداً في المئة إلى 34.27 دولار للأونصة. وصعد البلاتين 0.5 في المئة إلى 1770.74 دولار، متعافياً من أدنى مستوى منذ نهاية آذار (مارس) الماضي، البالغ 1744.20 دولار سجله اول من أمس. وانخفض البلاديوم 0.2 في المئة إلى 718.18 دولار.