وصلت رسالة من د.أبو الريش مدير مستشفى ساق الغراب يحتج على بعض الكتَّاب والإعلاميين، ويتحفظ على كثير من المقالات، متهماً الكتَّاب بعرض معلومات مغلوطة وشخصنة القضايا، وأغلبها كلام في كلام ممتلئة بالبكاء على الأطلال، ونقدها لمجرد النقد، وجلّها اتهام لهذا وذاك بالتقصير والتهميش والإهمال، مطالباً بالحلول أو التوقف عن الهراء الذي يكتب حسب زعمه. ولأن المرسل المدير أبو الريش، فأقول بعد حمد الله لو أن كل كاتب طرح حلاً لمشكلات مستشفياتنا فما الداعي لوجود المديرين من أمثالك، ولو أننا كتبنا الحلول فهل ستعملون بها، أم إنكم ستقولون هذا ليس من تخصصكم وتردون «أهل مكة أدرى بشعابها»؟، أليس من مهامكم حل مشكلات المرضى والسهر لخدمة وتطوير الصحة وأهلها، أم إن الغرض من تعيينكم هو الحضور للدوام متأخراً بسيارتكم الفارهة وشرب الشاي، وتصفح النت، وإصدار الأوامر، وحضور المؤتمرات وصرف الانتدابات وأخذ البدلات، وزرع النكد في أروقة المستشفيات، وأن تكونوا حاجزاً بين المرضى وأصحاب القرارات؟، الإدارة ليس ورثكم، والكرسي ليس ملككم. يا أيها المدير المعمر ماذا قدمت لساق الغراب السنين الماضية؟ شح الأسرّة، وانعدام الأدوية، وهروب الطاقات الطبية، وزيادة الوفيات عند الأطفال والأمهات، ناهيك عن تصدع الجدران ودمار المباني، وكتابة التقارير بأن الأمور على ما يرام، والصحة تمام التمام. أما إن أردت الحل فالخروج للإعلام والحديث معه، ولتعلم أن ثلاث سنوات للمدير كافية للإبداع أما ثلاثة عقود فتلك طامة كبرى، ولابد من محاسبة كل مدير من عباد الرحمن سنوياً ما أمكن، وإن لم ينجز ويبدع فنتف ريشة ريشة ريشة.