أدخل الحوثيون والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، اليمن، في أتون أزمة جديدة بعدما أعلنا رفضهما للقرار الجمهوري الذي أصدره الرئيس عبدربه منصور هادي أول من أمس وكلف بموجبه الدكتور أحمد عوض بن مبارك بتشكيل حكومة خلال ثلاثة أيام، فيما هاجم تنظيم القاعدة معسكراً تابعاً لقوات الأمن الخاصة في محافظة البيضاء، وسط البلاد رداً على ما قال التنظيم إنه رفض لهيمنة الحوثيين. وقال مستشار الرئيس عن جماعة الحوثي، صالح الصماد، إن الرئيس طرح على مستشاريه عدداً من المرشحين بينهم أحمد بن مبارك، إلا أنهم تحفظوا على ترشيحه في جلسات سابقة، لأسباب قال إنها طرحت أمام الرئيس والمستشارين، مؤكدا أنه تم استبعاده من القائمة قبل أسبوعين. وأشار الصماد، إلى أنهم تفاجؤوا بطرح بن مبارك من جديد مع مرشحين آخرين بينهم من يمكن أن تنطبق عليه المعايير المتفق عليها بموجب اتفاق السلم والشراكة الوطنية، الموقع في ال21 من سبتمبر الماضي، ويحظى بتوافق، إلا أنه وجد إصراراً على ترشيح بن مبارك ورفض الترشيح بشكل قاطع، وأنه تم استبعاده بقناعة الرئيس والمستشارين. وأوضح الصماد، أنهم فوجئوا بصدور قرار بتعيين بن مبارك رئيساً للوزراء، في ظل تجاهل لرفضهم وتحفظهم على ترشيحه، معتبراً ما حصل بداية للالتفاف على ما أسماها "الثورة" واتفاق السلم والشراكة، ووصف القرار بأنه رضوخ لإملاءات تحاول أن تعيد اليمن إلى مربع الوصاية، في إشارة إلى أن بن مبارك يعد" مرشح الولاياتالمتحدة الأميركية". ودعت جماعة الحوثي أنصارها إلى النزول إلى الشوارع لرفض القرار وبقاء المعتصمين في ساحات الاعتصام وعدم رفعها لحين تنفيذ مطالبهم. وكان حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، قد انضم إلى جماعة الحوثي في رفض ترشيح بن مبارك لرئاسة الوزراء، وقال عضو اللجنة العامة للحزب ياسر العواضي إنه تم الاتفاق على عدد من الأسماء المتوافق حولهم لتولي منصب رئيس الوزراء، إلا أن بن مبارك لم يكن من بينهم. وأشار العواضي إلى أن حزبه لن يقبل الابتزاز باسم الجنوب أو الشمال، باعتبار رئيس الوزراء المكلف ينتمي إلى الجنوب، معتبراً أن المؤتمر يحترم مواقف أعضاء حزبه، وأن من أراد المشاركة في هذه المسرحية الجديدة فليشارك سواءً الحوثي أو اللقاء المشترك أو غيرهم. وأضاف قائلاً إن حزب المؤتمر لن يشارك في الحكومة ولن تمنح كتلته البرلمانية الثقة لها"، داعياً حزب التجمع اليمني للإصلاح وحلفاءه إلى تحمل مسؤولية قراراتهم العابثة، على حد وصفه. وكان الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي وحلفائه عبده الجندي قد انتقد القرار بعد صدوره مباشرة، قائلاً إنه ليس من المعقول أن يتم تعيين رئيس وزراء من الجنوب، في الوقت الذي فيه رئيس الدولة من الجنوب أيضاً، معتبراً أن ذلك يثير حفيظة قطاع كبير من سكان الشمال، وهو ما قوبل برد فعل غاضب من قوى الحراك الجنوبي، المشارك في مؤتمر الحوار الوطني. في موضوع آخر سقط 10 عناصر من قوات الأمن قتلى وأصيب عدد آخر في هجوم شنته عناصر تابعة لأنصار الشريعة، التابع لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب فجر أمس، على معسكر تابع لقوات الأمن الخاصة في محافظة البيضاء، وسط البلاد. وأكدت مصادر أن شخصاً يدعى أبو دجانة اللحجي، قاد سيارة مفخخة واتجه بها نحو مقر قوات الأمن الخاصة، ما أسفر عن مقتل 10 من الجنود، بالإضافة إلى عدد آخر. وأشارت مصادر محلية في البيضاء، إلى أن الهجوم جاء بعد اجتماع لزعماء قبليين محليين بعضهم مرتبط بالقاعدة، تقرر خلاله أن يتم "التصدي لتمدد الحوثيين في البيضاء". وذكرت المصادر أن شيوخ القبائل السنية يعتبرون، أن في صفوف قوات الأمن في المدينة عناصر متعاطفة مع الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء منذ 21 سبتمبر الماضي، ويتمددون في أكثر من اتجاه.