أكد المتحدث الرسمي في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي نجاح خطط تصعيد حجاج بيت الله الحرام أمس بمشعر عرفات، واكتمال الجموع قبل العاشرة والنصف صباحاً، ومن ثم نفرتهم إلى مزدلفة ودخولهم إلى مشعر منى، حيث رموا الجمرات وأدوا طواف الإفاضة بكل يسر وسهولة. وأكد أن الحركة اتسمت بمرونة في دخول الحجاج لمشعر منى صباح اليوم (أمس)، مرجعاً ذلك إلى المشاريع العملاقة التي حرصت عليها حكومة خادم الحرمين الشريفين في الحرم المكي والمشاعر المقدسة، والخطط التشغيلية وآلية تنظيم الحشود التي نفذها رجال الأمن بالتعاون مع مختلف الجهات المشاركة في أعمال الحج بما أسهم في خدمة ضيوف الرحمن. وقال: ما لمسناه في الحج يعكس لنا ما تحقق بفضل الله تعالى، ثم بفضل هذه المشاريع العملاقة، وكذلك الخطط التشغيلية وخطط التشغيل والإدراة والتنظيم سواءً التي نفذها رجال الأمن أو التي نفذتها الجهات المعنية بخدمات الحجاج. من جهته، صرّح وكيل وزارة الحج المتحدث الرسمي باسم الوزارة حاتم قاضي بأن عدد الحجاج، الذين أكرمهم الله بالوقوف في عرفات وبدأوا في رمي جمرة العقبة تجاوزوا مليوني حاج حتى بعد ظهر أمس، دون أي حوادث تذكر، منوهاً بأن خطة التفويج تشارك في وضعها ست جهات هي: وزارة الحج، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، والأمن العام والدفاع المدني، ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج وبإشراف أمير منطقة مكةالمكرمة. وقال إن عدد الحجاج التائهين، الذين تم إيصالهم بلغوا 49 ألف حاج في يوم التروية ويوم عرفات حتى ما قبل الساعة الواحدة. كما تلقى مركز التواصل الذي أنشأته وزارة الحج للرد على الاستفسارات نحو 27 ألف مكالمة. من جانبه، قال قائد التوعية والإعلام في الأمن العام العقيد سامي الشويرخ إن الوضع الأمني والمروري يبشر بالخير ويدعو للتفاؤل، فجزء من الحجاج توجهوا إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة، وكانت الحركة ذات كثافة لكنها منتظمة وجيدة وتحت السيطرة. وبيَّن الشويرخ أنه حسب آخر إحصائية للأمن العام تمت إعادة 351 ألفاً و681 شخصاً كانوا ينوون الدخول إلى المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج دون تصريح، وحجز وإعادة 95 ألفاً و985 مركبة، و1517 سائقاً مخالفاً، إضافة إلى ضبط 58 مكتباً وهمياً وأحيلوا إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لاتخاذ الإجراءات النظامية في حقهم. وبدوره أكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني أن حالات الحجاج الصحية مطمئنة ولله الحمد، ولم تسجل الوزارة في المنافذ والمرافق الصحية أي حالات وبائية حتى الآن، مشيداً بما قام به الحجاج من اتباع للإرشادات والنصائح الطبية، التي تصدرها الوزارة بصفة مستمرة، خاصة عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. وقال: «وزارة الصحة واصلت تقديم خدماتها عبر منظومة متكاملة من الخدمات الصحية العلاجية والوقائية والإسعافية بأسلوب شمولي عبر قوة عاملة مدربة»، مفيداً أن نسبة الإشغال في الأسرَّة 50% وأسرَّة العناية المركزة 42%. وأضاف: «بلغ عدد المرضى، الذين تم تمكين الوزارة من تحجيجهم 346 حاجاً منهم 37 حاجاً من المدينةالمنورة وتسعون حاجاً من مستشفيات المشاعر، و218 حاجاً من مستشفيات مكةالمكرمة، كما بلغ عدد الذين تم تقديم الخدمات لهم 35 ألفاً و506 حجاج في المشاعر فقط». وأوضح مرغلاني أن عدد المراجعين للمراكز الصحية في مشعر منى وعرفات بلغ 61 ألفاً و659 حاجاً واستمروا في أداء نسكهم، كما تم إجراء 183 عملية قسطرة و11 عملية قلب مفتوح، وتم إجراء 625 عملية غسيل كلوي. أما المناظير فبلغت 47 عملية منها واحدة كانت في مشعر منى، وبلغ عدد حالات الولادة عشر حالات منذ بداية الموسم إحداها كانت البارحة في مستشفى جبل الرحمة، أما الإرهاق الحراري فوصل إلى 91 حالة. بدوره، أكد مدير إدارة الإعلام في قوات الدفاع المدني بالحج والناطق الإعلامي العقيد عبدالله العرابي الحارثي نجاح المرحلة الثانية من الخطة العامة للدفاع المدني، التي تمثلت في تصعيد الحجيج إلى عرفة ثم مشعر منى لرمي جمرة العقبة والتوجه إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة. وأضاف الحارثي أن فرق الدفاع المدني رافقت حجاج بيت الله الحرام منذ اللحظات الأولى لتصعيدهم إلى عرفة وخلال نفرتهم إلى مزدلفة ثم منى، فضلاً عن وحدات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف، التي تم نشرها في المشاعر المقدسة، مؤكداً تميز أداء رجال الدفاع المدني في مراقبة الحجيج أثناء التصعيد والنفرة ورمي الجمرة الأولى من خلال 12 برجاً للمراقبة، كذلك نجاح الإجراءات الوقائية للحد من مخاطر التدافع والتزاحم في المواقع الحرجة مثل محيط مسجد نمرة وجبل الرحمة بمشعر عرفات. وأشار العقيد الحارثي إلى دعم قوة الدفاع المدني في مشعر مزدلفة، للتعامل مع كل المخاطر أثناء مبيت الحجاج بها، بالإضافة إلى وجود تسع وحدات في محطات قطار المشاعر وعلى طول مسار القطار للتعامل مع أي أخطار محتملة بالتنسيق مع الشركة المشغلة للقطار والأمن العام، ومن خلال وجود ضباط السلامة على مدار الساعة بغرفة التحكم الرئيسة للقطار. وفيما يتعلق بمنشأة الجمرات، أوضح العقيد الحارثي أن قوة الدفاع المدني بالمنشأة التي تتمركز في 46 نقطة نجحت في إخلاء 92 حاجاً من المرضى وكبار السن تعرضوا لمشكلات صحية أثناء رمي جمرة العقبة الأولى، بينما تمكنت قوة الدفاع المدني من إنقاذ وإسعاف 287 حالة أثناء أداء الحجاج لطواف الإفاضة طوال نهار يوم العيد، مؤكداً دعم قوة الدفاع المدني بالحرم المكي التي تتمركز في 56 نقطة في أوقات الذروة داخل وخارج المسجد الحرام، بعدد من وحدات الإسناد ليصل إجمالي قوة الدفاع المدني بالحرم في هذه الأوقات إلى ما يقرب من ثلاثة آلاف ضابط وفرد. وأكد العقيد الحارثي نجاح رجال الدفاع المدني في ضبط 35 مخالفة لقرار حظر استخدام الغاز بالمشاعر المقدسة من جانب بعض الأفراد وتوقيع الغرامات المالية المقررة، ومصادرة حاويات الغاز، مؤكداً أنه لم يتم تسجيل أي مخالفات من هذا النوع بحق مؤسسات الحج والطوافة خلال يوم عرفة أو يوم النحر. من جهته، أكد ممثل الهلال الأحمر السعودي بندر بارحيمة أن الهيئة أنجزت مهمتها يوم عرفة ويوم مزدلفة ولله الحمد بكل نجاح، حيث باشرت 1200 حالة إسعافية في عرفات، ونقل 260 حالة إسعافية، فيما تم علاج باقي الحالات في موقعها من خلال الفرق الأرضية والراجلة. وبيَّن أن الإسعاف الجوي نفذ 45 طلعة إسعافية، وتم نقل 37 حالة إسعافية من المنشآت الصحية في المشاعر المقدسة إلى المنشآت الصحية خارج المشاعر المقدسة، فيما تم نقل بعض الحالات لمستشفى النور، ومستشفى التخصصي، ومدينة الملك عبدالله الطبية ومستشفى عرفات العام، وحراء العام . وأوضح أن الدراجات النارية الإسعافية تعاملت مع أكثر من ثلاثين حالة إسعافية على طريق المشاة والمسجد الحرام، ونشر أكثر من 120 متطوعاً على طريق المشاة وصولاً إلى مزدلفة، إلى جانب التعامل مع أكثر من 747 حالة أثناء حركة الحجيج من عرفات إلى مزدلفة. أما المتحدث باسم الدفاع المدني العقيد عبدالله الحارثي، فقال إن عدد المساكن المصرح لها بإسكان الحجاج بلغ 5120 مسكناً، وتشهد العزيزية أكبر كثافة سكانية بسبب أعمال التوسعة، مؤكداً أن خطط الدفاع المدني أخذت ذلك بعين الاعتبار من خلال عدة معايير تأخذ بالحسبان المكان ونسبة السكان، ومواقع التجمعات فيه، ونسب إشغال المساكن، مؤكداً أن جميع المساكن لا يصرح لها إلا بوجود اشتراطات سلامة عالية جداً، وعمالة مدربة للتعامل مع الحالات الطارئة، كما أخذت في الاعتبار التنسيق مع الأمن العام لتخفيف وجود الحافلات في العزيزية لتسهيل تنقل فرق الدفاع المدني. وأبان الحارثي بأن هناك ثلاثة مراكز إيواء في المشاعر المقدسة بمنى ومزدلفة وعرفات، تمت تهيئتها وتجهيزها لتلبي متطلبات الحاج، مشيراً إلى أن الانتقال لها يتم بالتوافق بين وزارة الحج والدفاع المدني في حالة الإخلاء والظروف الطارئة حسب ظروف كل حالة ومتطلباتها. وأشار إلى أن دور مديرية الدفاع المدني فيما يخص قطار المشاعر إسنادي إلى جانب الأمن العام فيما يخص الإنقاذ والإخلاء والإسعاف، والتحقق من اشتراطات السلامة، مطمئناً بأن جميع الاشتراطات والمعايير العالمية المطلوبة في مثل هذه المشاريع متوافرة في قطار المشاعر.