وجَّه وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز الجهات الأمنية بضبط من يستخدم موسم الحج لتمرير الشعارات السياسية، في حين أكد المتحدث الرسمي في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن الوضع الأمني في الحج لهذا العام -ولله الحمد- لم يتم فيه رصد شيء أو التعامل مع أي أمر يعكر صفو الحج، أو سلامة ضيوف الرحمن، معلناً عن نجاح خطط نقل ضيوف الرحمن إلى المشاعر المقدسة. جاء ذلك خلال المؤتمر اليومي الصحفي الأول لموسم حج هذا العام 1435ه الذي عقدته لجنة الحج العليا ظهر أمس الخميس في مقر الأمن العام بمشعر منى، بمشاركة المتحدثين الرسميين لوزارة الداخلية، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، ووزارة الصحة، ووزارة الحج، بالإضافة إلى قوات أمن الحج، حيث تم تسليط الضوء فيه على الخطط التي تُشرف على تنفيذها لجنة الحج العليا، ونتائج تنفيذها، والمستجدات اليومية في الحج. وقال اللواء التركي في كلمته التي افتتح بها المؤتمر الصحفي: إن ذروة الانتقال إلى المشاعر المقدسة لضيوف الرحمن بدأت عقب صلاة فجر أمس الخميس الثامن من شهر ذي الحجة الجاري "يوم التروية"، وسارت الأمور ولله الحمد بشكل جيد، ووفق ما هو مخطط لها، حيث اكتمل منذ وقت مبكر وصول حجاج التروية إلى مشعر منى، والكل يُلاحظ الانسيابية في حركة المرور إلى المشاعر المقدسة، وفي مداخلها، والطرق المؤدية إليها، لافتاً إلى أن موسم الحج يعد فرصة عظيمة لأداء فريضة الحج التي قد لا تتكرر مرة أخرى، وأن الإنسان المسلم الذي حصل على فرصته لإتمام فريضة الحج، الأَوْلى أن ينصرف لإتمام شعائر هذه الفريضة، وألَّا يتجه إلى ارتكاب أفعال قد تؤثر عليه في إتمام شعائره، بالإضافة إلى الضرر الذي قد يلحق بمصالح الحجاج الآخرين، حيث إن المواطن والمقيم يعانيان أيضاً في أداء فريضة الحج في أي وقت، ويعود السبب إلى محدودية مساحة المشاعر المقدسة ومدة السنوات الخمس بين كل حجة وأخرى، ويقتضي هذا العمل تنظيم أعداد الحجاج، مبيناً أن هناك تعليمات لدى رجال الأمن لجميع الحالات للتعامل مع أي حالة مخالفة دون انتظار أي توجيه يخصها. وأشار اللواء التركي إلى أن هناك نسبة من ضيوف الرحمن توجهوا أمس في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة إلى مشعر عرفات مباشرة، أما بقية حجاج التروية فيبدأون في الذهاب إلى مشعر عرفات صباح اليوم، مشيراً إلى أن الخطط الأمنية مستمرة وخصوصاً في منافذ الدخول إلى مكةالمكرمة، وذلك لضمان عدم دخول حجاج غير نظاميين، وللسيطرة على المركبات غير النظامية، إضافة إلى إدارة الحركة المرورية في المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام، وإدارة وتنظيم حركة الحشود لحجاج بيت الله الحرام في المسجد الحرام، وفي المطاف، والمسعى، والساحات المحيطة به، والطرق المؤدية إليه، وتنفيذ خطط المرور ذات العلاقة بعمليات نقل الحجاج إلى المشاعر المقدسة ذهاباً وإياباً. وأضاف: نحن بعون الله ساهرون وجاهزون للمحافظة على ما تحقق حتى الآن، ونسأل الله التوفيق فيما تبقى، وأن يُمكِّن حجاج بيته الحرام من أداء شعائرهم في أمن وأمان ويسر وسهولة. من جهته، أكد وكيل وزارة الحج المتحدث باسم الوزارة حاتم قاضي اكتمال وصول جميع حجاج بيت الله الحرام إلى مكةالمكرمة، مشيراً إلى أنه بدأ منذ مساء أمس الأول دخول الحافلات من مقارها في الشميسي لنقل الحجاج في مكةالمكرمة ووصلت بانسيابية تامة، مقدماً شكره للإدارة العامة للمرور والأمن العام على تقديم هذه التسهيلات لدخول الحافلات لأخذ الحجاج من مساكنهم إلى منى تنفيذاً لقضاء يوم التروية في منى التي تحولت ولله الحمد إلى مدينة متكاملة في جميع الخدمات التي يحتاجها الحجاج. وأشار قاضي إلى أن أهم مسؤوليات الوزارة التأكد من جاهزية المخيمات التي سيقصدها ضيوف الرحمن، ومسح مخيمات حجاج بيت الله الحرام للتأكد من تمام الجاهزية، مؤكداً توفر جميع المتطلبات للحجاج داخل تلك المخيمات، مشيراً إلى أنه اعتباراً من قبل فجر اليوم الجمعة يبدأ دخول الحافلات مرة أخرى إلى مشعر منى لأخذ الحجيج من مخيماتهم في منى لتسير بهم قوافل الحج إلى مشعر عرفات لقضاء يوم الوقوف بعرفات، لافتاً إلى أن عدد الحجاج الذين تم إرشادهم خلال الأيام الماضية في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة خلال الفترة الماضية بلغ 9154 حاجاً. وأكد قائد التوعية والإعلام في الأمن العام العقيد سامي الشويرخ أن قيادة قوة أمن الحج تعمل على تسهيل انتقال حجاج بيت الله الحرام، إضافة إلى الخدمات الأمنية والإنسانية والإرشادية، وتعمل على تنفيذ آلية فصل حركة المشاة عن حركة المركبات مع ضمان انسيابية انتقال الحجاج بإذن الله إلى مشعر منى، مضيفاً أنه منذ فجر اليوم سيتم بإذن الله تصعيد ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات من خلال المراقبة التليفزيونية وكاميرات المراقبة الجوية، ومن خلال انتشار أفراد من الدوريات الأمنية الراجلة والراكبة لضمان تقديم الخدمات وضمان ضبط المخالفين، إضافة إلى شُرَط المناطق في جميع مناطق المملكة. وأشار إلى أن قيادة قوات أمن الطرق تعمل على منع الحجاج المخالفين والمركبات المخالفة من دخول المشاعر المقدسة، حيث تم إعادة أكثر من 188.558 شخصاً كانوا يريدون دخول المشاعر لأداء نسك الحج دون الحصول على تصريح من الجهات الرسمية، كما تم ضبط 1.420 سائقاً، إضافة إلى حجز 61.368 مركبة مخالفة، كما تم ضبط 47 مكتباً وهمياً، وأحيلوا إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لأخذ الإجراءات اللازمة بحقهم، كما سيتم تطبيق العقوبات بحق 14.688 سائقاً حاولوا الدخول إلى المشاعر المقدسة دون الحصول على تصريح بذلك، مشيراً إلى أنه سيتم بدءاً من يوم غد تطبيق الخطط الأمنية والمرورية لتصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات. وأشار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني إلى أن الوزارة أنهت كافة الإجراءات والتجهيزات لضمان سلامة الحج والحجيج لموسم حج هذا العام، وتقديم كافة الخدمات لحجاج بيت الله الحرام الوقائية والعلاجية والإسعافية، وذلك على أعلى المستويات، وذلك من خلال المرافق الصحية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة بدءاً من المداخل الرئيسة للمملكة مروراً بمناطق الحج، وصولاً إلى المشاعر المقدسة والمدينةالمنورة، إلى أن يغادروا بإذن الله سالمين غانمين إلى ديارهم، حيث تم تجهيزها ودعمها بكافة احتياجاتها على مختلف المستويات الوقائية والتشخيصية والعلاجية والإسعافية والتوعوية. وأضاف: تتمثل الخدمات الوقائية في تحديث الاشتراطات الصحية للقادمين لأداء فريضة الحج، وذلك من خلال التوقف عن إصدار تأشيرات العمرة والحج من ثلاث دول إفريقية، وهي: سيراليون وليبيريا وغينيا بسبب تفشي فيروس إيبولا فيها، وذلك بالتنسيق مع وزارتي الحج والخارجية، بالإضافة إلى تشغيل 15 مركز مراقبة صحية في منافذ الدخول بالمملكة البرية والجوية والبحرية بالقوى العاملة والتجهيزات والتطعيمات كخط الدفاع الأول لتطبيق الاشتراطات الصحية على جميع الحجاج القادمين لأداء فريضة الحج، واستخدام نظام ستركس للإبلاغ عن حالات الأمراض المكتشفة المعدية المستهدفة من المستشفيات، كما أوصت الوزارة القادمين للحج والعمرة هذا العام من كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة ومرض نقص المناعة الخلقية والمكتسبة وأمراض الأورام والحوامل والأطفال، بتأجيل أداء مناسك الحج والعمرة لهذا العام حرصاً على سلامتهم. وأشار إلى أن الوزارة خصصت وحدة متكاملة في مستشفى شرق عرفات تحتوي على 20 غرفة للعزل لحالات العدوى، إضافة إلى غرف العزل في المستشفيات الأخرى بالمشاعر ومكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، حيث جهزت الوزارة عدد 32 سرير عناية مركزة كغرف عزل مجهزة بتجهيزات حديثة، إضافة إلى ما هو موجود في كافة المستشفيات بالمشاعر ومكةالمكرمةوالمدينةالمنورةوجدة. وبيَّن مرغلاني أن عدد المستشفيات بلغ 25 مستشفى، 4 منها في مشعر عرفات، وأخرى في منطقة منى، و7 في العاصمة المقدسة، و9 مستشفيات في المدينةالمنورة، إضافة إلى مدينة الملك عبدالله الطبية، ويبلغ عدد أسرَّة التنويم في مستشفيات مناطق الحج حوالي 5.250 سريراً منها 4.200 سرير تنويم في الأقسام المختصة، و 500 سرير عناية مركزة، و550 سرير طوارئ، بالإضافة إلى 141 مركزاً صحياً دائماً وموسمياً في مناطق الحج، 43 منها في العاصمة المقدسة، و80 مركزاً صحياً في المشاعر المقدسة، 46 منها في عرفات و6 في ممر مشاة مزدلفة وجسر الجمرات، و28 في منطقة منى، بالإضافة إلى 18 مركزاً صحياً في المدينةالمنورة، و17 مركزاً صحياً للطوارئ على جسر الجمرات، و3 مراكز إسعافية متقدمة في الحرم المكي الشريف. وأضاف: تم تشغيل 18 نقطة طبية تقع على جانبي محطات القطار، 6 نقاط في كل من منى وعرفات ومزدلفة، كما تم تكليف ما يقارب ألف ممارس صحي في برنامج القوى العاملة من مختلف الفئات الطبية والفنية والإدارية في موسم الحج، بالإضافة إلى تدعيم منطقة المدينةالمنورة بعدد 770 فرداً من مختلف الفئات والتخصصات الفنية كقوى عاملة إضافية من خارج المنطقة.