لعبة كرة القدم من الفنون الجماهيرية الشعبية التي يعشقها جميع طبقات المجتمع، فالكرة المستديرة في السعودية لها صولات وجولات لا يقتصر مداها على حدود الملاعب فقط بل يصل صداها إلى جميع أنحاء المملكة ولا يخلو مجلس من أحاديث مستقبل الكرة السعودية والانتماءات للفرق، ولهذا أصبح من الضروري الارتقاء بالرياضة متمثلة في دوري المحترفين السعودي الذي يدار بطابع احترافي من قبل لجان متخصصة بكرة القدم ولجنة معنية بملف الاحتراف. صحيح أن هذه اللجنة تعمل بمسمى الاحتراف لكني أقف هنا قليلا عند تسميتها خصوصا بعدما طرح الزميل عبدالعزيز المريسل في الأيام الماضية تغريداته العديدة مطالبا الدكتور عبدالله البرقان الذي يرأس لجنة الاحتراف بأن يتجاوب معه! فما كان للمريسل إلا تحمل تجاهل البرقان له ومحاولات مكيدة لتكذيبه أمام متابعيه! وحينما استنفد المريسل كل المحاولات ولا يوجد مجيب كان من حقه أن يتجه للإعلام المرئي من خلال منبر «كورة روتانا» مع تركي العجمة وتتحول الأمور إلى قضية رأي عام، خصوصا أن المريسل قدم أطروحاته على شكل ملف كامل يحتوي على وثائق وأدلة للقضايا التي يدين بها الدكتور البرقان ولجنة الاحتراف! وبعدما أنهى المريسل أطروحته التي استمرت على شكل حلقتين متتابعتين، أقف موقف الحياد لا أتبنى ما طرحه ولكني أنتظر التحقيق بالأمر، ومما لا شك فيه أن جميع ما طُرح احتوى على جرعة صادمة، أضاءت من خلالها كثيراً من التساؤلات التي تنتظر إجابة. كان البرقان في موقف إعلامي لا يحسد عليه، ربما كان يظن أن المؤتمر الصحفي مخرج نجاة خصوصا بعدما رفض حق الرد له في برنامج «كورة» وفضل ظهوره عبر وليد الفراج! طبعا أيقنت حينها أن البرقان يعاني لأنه من خلال هذه الحركة المكشوفة يريد أن يرد لتركي العجمة «واحدة بواحدة» خصوصا والكل يعرف الاختلاف بين الفراج والعجمة..! تركي العجمة هل هو إعلامي نصراوي.. حسب الشعار الذي يردده البرقان، لذلك فضل الامتناع عن حق الرد على جميع ما ذكر بالبرنامج وكأنه يريد تأجيج الجماهير الهلالية معه؟ سياسة باتت قديمة ومكشوفة، نجح من خلالها وأصبح هناك خصوم لبرنامج كورة من قبل جماهير تأخذهم العاطفة لمكان معزول عن الحقيقة، مع العلم أن المريسل لم يطرح الملف لأجل نادي النصر أو نادٍ آخر لكنه كان يتناول الموضوع بشكل فني وقانوني مطالباً الجهات المعنية باتخاذ اللازم من خلال التحقيق. ودعونا نتجاوز هذه المسألة المعقدة قليلا ونقف عند نقطة مهمة جدا وهي دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي ما زالت تكتفي بدور المتفرج وكأن الأمر لا يعنيها وكان من المفترض أن يشكل الأمير عبدالله بن مساعد لجنة تحقيق حول القضية التي أثيرت إعلامياً وذلك من خلال التعاون مع رئيس اتحاد الكرة وجميع الجهات المعنية وجميع الذين ذكرت أسماؤهم ومنع الأطراف من الظهور الإعلامي حتى انتهاء التحقيق. ومنذ ذلك اليوم الذي فتح فيه المريسل الباب على لجنة الاحتراف حتى الآن، ونحن نرى أن هناك ملفات وقضايا جديدة بدأت في الظهور ضد الاحتراف وفي اعتقادي بأنها لن تقف إلا بعد إجراء التحقيق ليكشف لنا صدمات أخرى رغم إني لست متحيزاً لطرف ضد آخر، ولكنى متأكد من أن التحقيق في القضية لابد أن يظهر من هو المقصر لتتم محاسبته أو استبعاده ضمن اللوائح النظامية. وأسأل في ختام هذا المقال بعض التساؤلات الغامضة بسبب عدم وضوح الرؤية من قبل الجهات المعنية..! – هل نستطيع القول بأن هناك ملامح واضحة لفساد لجنة الاحتراف؟! – ومتى تستيقظ الرئاسة العامة لرعاية الشباب من غفوة الفرجة عن بعد؟!