عندما نتحدث عن العمل الإعلامي الرياضي ونعود بذاكرتنا إلى الوراء لنتذكر شيئا من تلك الأعمال المهنية المميزة، فإننا لا بد أن نعترف بأن كثيرا من المبادئ والقيم الإعلامية قد تلاشت مع كثرة البرامج الرياضية والمنافسة الفضائية، وبات الميول والتعصب للرأي الواحد هو ديدنها لجذب المشاهدين، إلا أن هذا لم يمنع ظهور برامج متميزة في طرحها وجودتها مثبتة حضورها على الساحة الإعلامية الرياضية. ومن بين تلك البرامج يبرز برنامج «كورة»، والذي أضع نفسي كواحد من المعجبين به لما يقدمه من موضوعات قوية كسب فيها احترام المتابعين وحظي بمكانة لا تقل عن مكانة البرامج الأخرى حتى وإن خرجت حلقة أو حلقتان عن شخصية البرنامج التي اعتدنا عليها في السنوات الماضية وجاءت «مبرمجة» جملة وتفصيلا استجابة لرغبات معينة، لكن لا يعني هذا بأن البرنامج في مجمله لا يستطيع منافسة أقرانه في صناعة الحدث. فما عرف به البرنامج من حيادية مطلقة يجعلنا ننتقد انحيازه «المستغرب» في تناوله لقضية رئيس لجنة الاحتراف الدكتور عبدالله البرقان وعضو الجمعية العمومية عبدالعزيز المريسل، وإن كنت ألتمس للقائمين عليه العذر لصعوبة المنافسة، على اعتبار أن المساحة التي تتحرك بها البرامج أصبحت ضيقة في ظل احتكار حقوق النقل التلفزيوني. تركي العجمة الذي أعده واحدا من أنجح مقدمي البرامج الرياضية لم يكن كذلك في موقفه في القضية، حيث أظهر تفاعلا مختلفا وفق ملاحظات فرضت نفسها علينا منه. تخلى العجمة عن دور المحاور والاكتفاء بالفرجة، تاركا المجال لعضو الجمعية عبدالعزيز المريسل لتوزيع التهم والنيل من لجنة الاحتراف دون مناقشته فيما يطرح، كأبسط عمل من الممكن أن يقوم به مقدم برنامج مبتدئ، فما بالك بمذيع بخبرة ومكانة العجمة، فمحاورة الضيف جزء مهم من عمل المذيع حتى يتسنى له إقناع المشاهدين فيما يقدم، في الوقت الذي ظهر فيه مناقشا حادا للزميل خلف ملفي حول موقفه اتجاه عمل اللجنة، وتكرر الأمر مع أكثر من ضيف. الأمر الآخر مارس العجمة ترقيص الكلمات على سن شوكة المهنية، رافضا تعريف المريسل بعضو الجمعية العمومية وإصراره على أنه إعلامي فقط في محاولة تجنيب ضيفه الكريم من الوقوع في مغبة السؤال الأهم.. لماذا لم يذهب المريسل بأوراقه إلى اتحاد الكرة مباشرة أو حتى تمريرها على أعضاء الجمعية؟ لكي يتخذ موقفا فعليا تجاه ما يدور داخل لجان اتحاد الكرة، بالرغم أن العجمة في وقت سابق كان يرفض تجزئة الشخصية على الأدوار كما حدث منه في أكثر من تعليق ومع أكثر من ضيف .. مانحا المريسل مخرجا قانونيا وتبريرا مقبولا لإثارة البلبلة تحت شعار «إعلامي يبحث عن الحقيقة»، وفي نفس الوقت ضمانا بعدم أحقية اتحاد الكرة استدعاء المريسل «الإعلامي» لمناقشته فيما ذكر. وقفة يفقد الإعلامي مصداقيته إذا حاول بطريقة أو بأخرى تمرير موضوع موجه من تحت جلباب نجاحاته السابقة.