من يظن أن تعيين الأمير عبدالله بن مساعد على رأس هرم رعاية الشباب سيفتح باب المساعدات للهلال فإنه «يضحك على نفسه»، ومن يعتقد أن الأمير عبدالله بشخصيته الجادة وأسلوبه العملي المعروف سيرضخ للعبة الإعلام وسيكيل بمكيالين، فإنه يجافي الحقيقة ويمارس التشويه لسمعة هذا الرئيس، الذي جاء في أهم وأخطر مرحلة يعيشها قطاع الشباب والرياضة في السعودية. وفي المقابل فإن كل الذين نظموا قصائد المديح المبالغ فيها لرئيس رعاية الشباب «الجديد» وعكسوا صورة غير دقيقة عن المشهد الحالي لرعاية الشباب، فهم أيضا «يضحكون على أنفسهم»، بل ويمارسون صنفاً رديئاً من الكذب والنفاق والتملق، هذا الصنف الذي يعود لينتشر من جديد بعد أن نخر جسد المؤسسة الرياضية الرسمية في السابق وضرب كل مفاصلها. الأمير عبدالله بن مساعد ليس بحاجة لهذين الفريقين، «فالمتوترين» من وجوده على رأس هرم رعاية الشباب سهل جداً أن «يطنشهم» كونهم مجرد ظواهر صوتية لا يقدمون ولا يؤخرون، ولكن «المنافقين» الذين ملأوا الصحف وكل الأماكن هم من يجب أن يتم التخلص منهم، فهؤلاء «المتسلقون» هم أنفسهم الذين أطاحوا بالذين سبقوا الأمير عبدالله في رئاسة هذا الجهاز، وهم أيضا من دهوروا الرياضة السعودية وجعلوها هدفا لتحقيق مصالحهم الشخصية. ليس من المعقول أن تشهد الصحافة السعودية أكثر من 60 مقالاً في ثناء ومديح خطوات الأمير عبدالله بن مساعد، بينما لم يمر 80 يوماً حتى الآن على صدور الأمر الملكي الكريم بتعيينه في هذا المنصب، حتى وإن كانت هناك بعض الخطوات الإيجابية فلا يمكن أن نتصور هذا الكم من المديح في وقت يحتاج فيه سمو الرئيس العام لمزيد من الأفكار والاقتراحات والرؤى القادرة على إحداث التغيير الفعلي في قيادة هذا الجهاز المهم. سيناريو عام 2011 الذي شهد بدايات الأمير نواف بن فيصل في رئاسة رعاية الشباب، أشاهده حالياً أمامي كما هو تماماً مع الأمير عبدالله بن مساعد، بينما الفرق الوحيد بين المرحلتين هو تبدل أدوار أدوت اللعبة، فمن كان يهاجم في السابق أصبح اليوم مدافعاً، ومن كان يجيد الدفاع تحول بقدرة قادر إلى رأس حربة، وما بين الدفاع والهجوم ضاع الوسط فاختلط حابل «الحقد» بنابل «المصلحجية» والمنافقين. الرياضة السعودية بحاجة لمزيد من الخطوات، والبوادر الحالية جداً إيجابية، وكلنا متفائلون بنقلة نوعية يقودها الأمير عبدالله بن مساعد، فدعونا ندعم هذا التوجه بعيدا عن لعبة الميول وتصنيفات «الولاء والبراء». وعلى المحبة نلتقي