تحولت قصة الشاب تركي بن ماجد الدويخ – 25 عاماً – في محافظة حفر الباطن، إلى مضرب مثل في الشجاعة والإقدام والتضحية، بعد أن واجه ألسنة اللهب لوحده واقتحمها في سبيل إنقاذ والديه اللذين توفيا يوم الإثنين الماضي متأثرين بجراحهما بعد الحريق الذي التهم منزلهما في حي الخالدية بسبب تماس كهربائي، ويرقد الشاب تركي حالياً في قسم العناية المركزة بمستشفى الحرس الوطني في الرياض بعد أن تم إخلاؤه من مستشفى الملك خالد بحفر الباطن إثر إصابته بحروق بالغة تجاوزت نسبتها 80 بالمائة. واعتبر أهالي حفر الباطن ما قام به الشاب تركي من شجاعة وإقدام في سبيل إنقاذ والديه من الحريق هو عمل بطولي يكتب على صفحات المجد بماء من ذهب، وانشغل المغردون والناشطون في محافظة حفر الباطن خلال الأيام الماضية في حث رواد مواقع التواصل الاجتماعي على الدعاء للبطل تركي بالشفاء نتيجة إصابته الخطيرة، معتبرين قصته نموذجاً يحتذى به في التضحية للوالدين وفدائهم بالروح. ونشب الحريق في الطابق الأرضي من المنزل وحاصر الأب والأم قبل أن يهرع (تركي) لنجدتهما قادماً من الطابق الثاني ليقتحم النيران ويحاول بكل ما يملك من قوة إخراج والديه من قلب النيران متحملاً كل أنواع العذاب والأذى وشدة الحرارة. ويؤكد ل(الشرق) شقيقه سلطان ماجد الدويخ، أن حالة أخيه وصلت لمرحلة مستقرة وما زال الفريق الطبي يمنع زيارته بعد إصابته الشديدة والبالغة حيث ألقى نفسه وسط النار الملتهبة لإخراج والديه ومحاولة إنقاذهما، وقد وصلنا له وحاولنا مساعدته وقد أصيب أخي خالد كذلك بجروح بالغة وجميع الإخوان لكن تركي شفاه الله كانت إصابته خطيرة نتيجة إصراره على المخاطرة بروحه في سبيل إخراج أبي وأمي رحمهما الله رحمة واسعة. وطالب سلطان الجميع بالدعاء لشقيقه معتبراً ما قام به من عمل هو فخر للجميع، في حين كان الشاب تركي قد اختار في صفحته التعريفية بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أن يعبر عن نفسه بالقول: «بالقرب من والدي». يذكر أن الحريق الشهير نشب الأسبوع الماضي في منزل أحد أعيان حفر الباطن الشيخ ماجد الدويخ المطيري «أبوهادي»، صاحب المواقف النبيلة والسيرة الحسنة في المحافظة، الذي راح ضحية لهذا الحريق مع زوجته، وأصيب أبناؤهم بإصابات مختلفة، أخطرها هي إصابة ابنهم تركي.