مع إطلالة موسم صيف جدة، أطلت حرائق المنازل الشعبية برأسها من جديد، إذ خلف حريق نشب صباح أمس ثلاث ضحايا أطفال من أسرة واحدة لم تمكنهم أجسادهم الغضة من الهرب من ألسنة اللهب المشتعلة لتحرق أجسادهم وتتركهم جثثاً هامدة في أحد أركان الغرفة الوحيدة التي تؤويهم ووالديهم، في الوقت الذي كان فيه والداهم خارجها. فرق الدفاع المدني انتقلت إلى موقع الحادثة بعد تلقي غرفة العمليات بلاغاً عن حادثة حريق في حي «بترومين» جنوبجدة، وبدأت فرق الإطفاء والإنقاذ والإسعاف في عمليات الإنقاذ والإطفاء بحثاً عن محتجزين داخل المنزل الصغير الذي كانت أبوابه موصدة بالأقفال، وبعد جهود كبيرة نجح رجال الدفاع المدني في إخماد النيران المشتعلة قبل امتدادها إلى المنازل المجاورة، إلا أن القدر كان أسرع في القضاء على الأشقاء الثلاثة الذين وجدوا في أحد أركان الغرفة الوحيدة التي يتكون منها منزل الأسرة. من جهته، قال نائب الناطق الإعلامي لإدارة الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة النقيب عبدالرحمن سعيد الغامدي: إن الحادثة التي شهدها حي «بترومين» انتقلت إليها فرق الدفاع المدني لحظة تلقي البلاغ عند الساعة التاسعة و17دقيقة صباح أمس وتمكن رجال الإطفاء من إخماد الحريق قبل امتداده إلى المنازل المجاورة، مشيراً إلى أن الحريق اشتعل في منزل شعبي مكون من طابق واحد ويحتوي على غرفة واحدة وصالة ومطبخ ودورة مياه، حيث انطلقت شرارة الحريق من الغرفة البالغة مساحتها تسعة أمتار مربعة واتجهت الألسنة نحو الصالة. وأضاف أن فرقتي إطفاء وفرقة إنقاذ وفرقة إسعاف باشرت الحادثة، إذ تبين لحظة الوقوف على الموقع إغلاق باب المنزل الذي تم فتحه للبدء في إخماد النيران والبحث عن المحتجزين داخل الغرفة، حيث عثر على جثث الأطفال الثلاث في زاوية الغرفة الصغيرة التي لا يوجد بها نافذة. وأوضح اللواء الغامدي أن الأطفال المتوفين يعودون لأب يمني الجنسية وأم سعودية وهم (سراج عمر سالم تسع سنوات ومنال عمر سالم ست سنوات ودلال عمر سالم ثلاث سنوات)، وتبين من خلال المعاينة وفاتهم بسبب تعرضهم لحروق من الدرجتين الثانية والثالثة ومن الغازات والأدخنة المتصاعدة من الحريق في وقت كان فيه والداهم خارج المنزل. وحول أسباب الحادثة قال: «إن فرق التحقيق باشرت المعاينة الفنية للحادثة للتوصل إلى أسباب الحادثة». وحذر النقيب الغامدي من ترك الأطفال داخل المنازل بمفردهم حتى لا يتعرضوا لأي مخاطر قد تكون نتائجها مؤسفة مثل ما حدث لهذه الأسرة. يذكر أن الحادثة تعد الثانية خلال أقل من أسبوعين في سلسلة حرائق المساكن الشعبية، إذ نشب حريق الأسبوع الماضي في أحد المنازل الشعبية في حي القريات المجاور لحي بترومين نتجت منه وفاة طفل وإصابة شقيقه إصابات بليغة نقل إلى المستشفى في حال حرجة وإصابة والدتهم.