أكد وزير الخارجية السوداني علي كرتي أن قرار إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية في السودان قرار لا رجعة عنه، وتم إبلاغ الجهات الإيرانية بذلك. مشددا على أن القرار اتخذ انطلاقا من السياسات الداخلية ولا علاقة له بأي ملفات أخرى. وردا على نفي طهران، على لسان نائب وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان، صدور القرار، أكد الوزير كرتي ل «الشرق» أن الأمر صحيح وقال: «أغلقناها تماما.. والأمر غير قابل للمراجعة». مشيرا إلى أن أي تفسيرات تقف وراء النفي الإيراني، ليس بوارد الحديث عنها، وأن ما يعنيهم في المقام الأول هو أن المركز الثقافي الإيراني بالخرطوم أغلق تماما، وكذا المراكز التي تتبعه في عدد من المدن السودانية. لافتا إلى أنه لا وجود لمراكز اقتصادية إيرانية في السودان. إلى ذلك أكد سفير السودان في الرياض عبدالحافظ إبراهيم في تصريحات ل «الشرق» أن قرار إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية، قرار نهائي ولا رجعة عنه، بعد أن تجاوزت حدود التفويض الممنوح لها بالعمل، وأن القرار لم يصدر إلا بعد التثبت من الأمر. وأشار إلى أن نشاطات المستشارية الثقافية الإيرانية في الولايات السودانية كان موضع متابعة، وكان هناك قلق من نشاطها خاصة في الجامعات في أوساط الطلاب والشباب. لافتا إلى أن هذه المراكز تعود إلى عام 1988م إبان حكومة الصادق المهدي، وبموجب اتفاقية وقعت بين الطرفين سمحت بوجود مراكز ثقافية في كلا البلدين. وحول إمكانية انعكاس هذه الخطوة على علاقات السودان بدول الجوار قال السفير: من الممكن أن تصحح مسار بعض الأمور، خاصة أن كثيرا من المسؤولين العرب عبروا عن مخاوفهم من النشاط الإيراني في السودان. إلا أن هذا النشاط، ورغم خروجه عن مساره، لم يكن بذلك التأثير الضخم، فتلك الأرقام المتداولة حول أعداد المتشيعين ليست دقيقة وليست بالمستوى المزعج. وقال إن الشعب السوداني بطبيعته متفهم لأصول الدين والدعوة والفكر الإسلامي، وجذوره مبنية على محبة الرسول والصحابة، ولا خطر على المجتمع السوداني لا سياسيا ولا دينيا. وجدد السفير التأكيد على أن القرار لا علاقة له بأي ضغوط خارجية وأنه إجراء سيادي اتخذ بعد أن تأكدت الحكومة من انحراف مسار نشاط تلك المراكز الثقافية. وفي الختام أكد السفير إبراهيم متانة العلاقات بين السودان والمملكة، وقال إن هناك اتصالات مستمرة على مستوى القمة وأن العلاقات لن تتأثر، بأمور عابرة، فأمن البلدين مرتبط ببعضهما.