قد تتنازل عن بعض اعتقاداتك ويصدمك واقعك بأن ذلك التنازل لم يكن في زمانه، نتنازل عن الصمت، نتحدث، نكسر حواجز الغموض لنصبح لهم أوراقاً متناثرة يعبثون بها، ينتقلون بين سطورها ويتعمقون في تحليل كلماتنا وتحويلها لحروف، وتحليل تلك الحروف لمشاعر.. وأحاسيس.. ومن ثم لنبضات قلوب. ما أوجع قلبي أكثر من ذلك الحديث المؤلم أن تغادر الصمت، وتغادر مكانتك، لتبدأ تلك النفوس بتقييمك وتقييم حياتك، وتبدأ الظنون ترسم لوحة تلو الأخرى عن عالمك وبألوان رمادية.. إذاً.. أين هو الاحتواء بعد ذلك الحديث؟ تجرعت كؤوس المذلة لكي أقتل كل كبرياء، داخل تفاصيلي الصغيرة.. لكي أتحدث.. ونتحدث لنجدهم بالقرب.. وما يؤلمنا أن نجدهم في الخلف يطعنون، ينتقدون، يفسرون.. لكنهم لا يعلمون أننا نتحدث لنشعر بأننا مازلنا أحياءً، لكنهم يهدوننا آخر طعنة قبل أن نفارق «الحديث»، ونودع الحياة…