غريب واقعنا الذي نعيشه، فيا ترى هل أصبحت حياتنا اليوم حياة هوى؟.. أم أنها حياة أنفاق مظلمة، تقودنا إلى عالم مجهول..؟! نسير في الدرب فلا نجد غير عيون أحقاد، وسموم حسّاد، وحديث نفاق، ونزعة شقاق، والبعض بائع دينه بعرض من الدنيا.. لا يبالي بالآخرة..! كلما حاولنا أن نستمطر الفرح من وله السماء، ونوقظ الإحساس بدواخلنا؛ لنسدّ رمق جوعنا، ونقرع نواقيس الأمل؛ لنعيد للقلوب نبضاتها.. بعد أن جثم الحزن والألم على معاني السعادة بدواخلنا، وانتزع الفرح من قلوبنا.. نعود نتجرّع مرارة الشقاق والنفاق، والطعن في المبادئ والعادات الطيبة التي ورثناها أبًا عن جد.. شعرت بنسمة همس حولي.. تداعبني.. تسليني.. تحدثني..! أصابت حروفها وكلماتها منارات السعد في قلبي، واجتاحت جيوش الفرح بقايا شتاء كتمان بداخلي.. همسة عزفت لحنًا جميلًا معلنةً هبّة نسيم عليل على زمن بلا راحة.. جال بخاطري صور عشتها، وتعايشت معها، وامتزجت بجروح تذكرتها.. طرقت الماضي المجيد، وقارنته بالحاضر التليد. لكن.. صعبة هي المقارنة.. فالخير والشر لا يتفقان.. نقيضان لا يلتقيان.. لا يجتمعان في نفس سوية..! بعدها أيقنت أنها همسة نزف مؤلمة آلمت القلب، جعلته يترنح؛ ليزداد فقدًا!! عُدتُ ألملم بعض أحرفي التي غفت عنها خفقات قلبي الحزين، ألفلفها وأعلقها في دياسر اليأس لعلها تضيء في يوم ما. عُدتُ أمشي في سكون.. تائه في دروب الكون.. وثعالب الأحزان تجول حولي.! لسان حالي يقول: رحم الله أيام زمان.. رحم الله الزمن الجميل الذي لن يعود..! وسامحووونا [email protected]