يوم الإثنين صباحًا قررت زيارة إمارة المنطقة الشرقية كمواطن مثل غيري يحمل هموم الوطن وحريص على مستقبله حيث نعيش في مهد الحضارات ولتقديم بعض الأفكار والمبادرات للتقييم والدراسة وتوقفنا في مواقف سوق الحب أمام الإمارة وصادف وقت وصولنا صلاة الظهر حيث هممنا بالدخول من البوابة على شارع الظهران جهة الاستعلامات التي استقبل فيها الموظفون الأمنيون المواطنين وقد لاحظنا الابتسامة والترحيب من قبل الموظفين المختصين الذين كانوا يؤدون أعمالهم بكل جد بالإضافة إلى أن المكان كان يسوده الهدوء وعندما أعلن عن وقت إقامة الصلاة توجه جميع الموظفين والمواطنين الزوار لأدائها ومن ثم بادر عدد من الموظفين بتوجيهنا إلى المكان الذي يستقبل فيه أمير المنطقة جميع المواطنين بحيث أخذ كل واحد منا مقعده وفي دقائق قليلة دخل سمو أمير الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، حيث بادر كل شخص منا بالسلام وتقديم التحية ومن ثم أخذ الجميع مقاعدهم حتى بدأ الأمير في مقابلة زائريه كل شخص وهو جالس على كرسي مكتبه لكي يستمع لمقترحاتهم وشكواهم ويناقشهم في أرائهم بكل أريحية ودن تكلف بالإضافة إلى من لديه شكوى أو مظلومية أو من لديه حاجة أو طلب وبعد ذلك يتسلم خطاب كل واحد لكي يعالج الأمر من خلال تحويل الطلب للإدارة المختصة. أمير الشرقية لم يستثن أحداً عندما يفتح مكتبه للناس فالجميع لديه سواسية ودون وسطاء، وما لفت انتباهي أثناء الزيارة عدم وجود ذلك الاختلاف الكبير بين حسن استقبال الأمير في الإثنينية وجهاء وأعيان المنطقة أو حسن استقباله عامة الناس في مكتبه يومياً حيث الابتسامة والتواضع الرفيع كان هو الأبرز كذلك حسن الاستماع والإنصات للجميع، وهذا ليس بمستغرب ولن يكون هناك استغراب على صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية الذي عرف عنه التواضع الجم وابتسامته التي لا تفارق محياه، لأنها متأصلة في شخصيته وهذه السمات التي يختزلها أميرنا المحبوب تعد من الصفات المعروفة عنه بالبساطة التي لم تتغير ولن تغيرها البرتوكولات المعهودة من قبل كثير من المسؤولين، لقد سعدنا وابتهجنا أنا وغيري من المواطنين بالإريحية التي كانت تغطي جنبات المجلس حيث لم نشعر في تلك اللحظة بأننا نقف أمام أكبر وأول مسؤول في المنطقة الشرقية، وإنما كنا نشعر بأنه كان أخا وصديقا يستمع إلينا ونستمع إليه والدليل أنه كان لا يفصلنا عنه إلا متر أو متران، عندما كان كل واحد منا جالساً أمامه على مكتبه فهل بعد هذا التواضع من تواضع؟ وهل بعد هذا النبل نبل؟ وهل هناك مروءة أسمى من هذه المروءة؟، وفي مثل هذه المواقف لا يملك الإنسان إلا أن يردد الحديث المشهور «من تواضع لله رفعه»، فلم يرتفع سموه الكريم بالمنصب فحسب، وإنما ارتفع حباً وإعجاباً وتقديراً في قلوب ولاة الأمر وفي قلوب أبناء المنطقة الشرقية على اختلاف شرائحهم.