دوما ما تكتنف الرسمية والبروتوكول العلاقة بين وزير الداخلية في أي بلد في العالم مع قادة أجهزته الأمنية.. وغالباً ما تكون هناك حواجز وأولويات في التعاطي بين الطرفين. هكذا كنت أتوقع أو أعتقد على مر سنوات طويلة... فوزير الداخلية (تحديداً) له هيبة من نوع خاص ينفرد بها دون سواه، وبالتالي، فالاقتراب منه أو التفكير مجرد التفكير في الحديث معه خط أحمر لا يمكن تجاوزه. لا أخفي سراً لو قلت إن هذه الفكرة طالما تمحورت في مخيلتي وتفكيري... حتى كان الاحتفال الكبير الذي أقامته قوات الطوارئ الخاصة الأسبوع الماضي في العاصمة الرياض. وفي ذلك الاحتفال الاستعراضي والخطير قدم رجال الطوارئ الخاصة نماذج مهيبة من القدرة الأمنية والإبداع في التعامل مع المفاجآت المتوقعة. * حضر سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز (وزير الداخلية) الحفل ورعى جميع فقراته، وشد على أيدي الخريجين. * لم يكتفِ سموه برعاية احتفال رسمي وحسب.. بل نثر مساحات واسعة من الحب والعطاء المتدفق الذي يكنه ولاة الأمر وقيادة هذا الوطن نحو أبنائه. * عكس سمو الأمير محمد نبلاً وقدراً هائلاً من التواضع؛ فعند وصوله الاحتفال أصر أن يسلم على كل من هم حوله ويذهب إليهم، ثم يلتفت خلفه ليحيي من هم في الصفوف الخلفية (جالسين). * خلال الاحتفال وضمن بروتوكول المناسبة.. كان على المسؤول عن كل مهمة أن يتقدم ويشرح لسموه التفاصيل التي ستحدث والخطط الافتراضية.. وعادة ما يقف المسؤول على مسافة معينة من الأمير الجالس في المنصة... يتفاجأ الجميع أن سمو الأمير محمد يقف من مقعده ويبادر نحو المسؤول (الضابط) ليصافحه ويهنئه... وهنا كسر سموه القاعدة التي يفترض أن تكون.. وهي أن يقوم المسؤول بالاتجاه إليه ومصافحته. * تضمن الاحتفال أن يقوم سموه بالمرور (ميدانياً) على عدة مباني ومرافق. وخلال تلك الجولة.. ورغم السياج الأمني الذي كان محاطاً به.. حرص سموه على كسر ذلك الجمود بحسن الإنصات والنقاش والابتسامة لكل من حوله. * فتح سموه قلبه بكل حب وأريحية لكل من تقدم للسلام عليه، وعلى الأخص رجال الإعلام والصحافة الذين يكن لهم كل تقدير ويعرفهم بأسمائهم واحداً تلو الآخر، ولم يبخل أن يوجه رجال الإعلام بشكل ودي وحميمي بكل ما من شأنه خدمة الوطن. * ليس من الغرابة القول أو الكشف عن حجم علاقة محبة لا يمكن تصورها بين محمد بن نايف ورجال الأمن.. فهم يبادلونه حباً ويتعاطون معه كواحد منهم، وليس أميراً أو وزيراً يفرض عليهم الأوامر والتعليمات. * نموذج الأمير محمد بن نايف في القيادة والتواضع والمحبة.. ظاهرة تستحق الوقوف عندها طويلاً.. * فقليلون هم من لديهم القدرة على الجمع بين الصرامة والانضباط والتواضع والابتسام.. * ليس مزايدة في القول أو تدليساً في الفعل.. إن قلت.. إن وطناً شامخاً كالمملكة سيظل شامخاً.. عظيماً.. كبيراً.. بأمرائه وقياداته وحكمائه من ولاة الأمر الذين يحفوننا بالتقدير والرعاية لينثروا مساحات واسعة من الاطمئنان والأمان الذي يشعرنا بفخر الانتماء.