إنها لحظة حاسمة في تاريخ الجريدة، أن تصل إلى الرقم ألف من إصدارها. لقد عاصرت ولادتها منذ الخامس من ديسمبر من عام 2011، وها نحن نقترب من نهاية عام 2014م، ونقترب من حواف العام 2015م. لقد عاصرت أكثر من رئيس تحرير، كما واكبت أكثر من محنة دخلت فيها الجريدة. أنا أقدر جداً أن يصمد أناس مع الجريدة في محنتها، كما هو الحال في يسرها ورخائها حين تجري بريح طيبة. وحالياً مازالت الجريدة تنمو في جو كبير من التحدي، أولها شريحة القراء من الشباب الذين يفضلون القراءة ليس من الورق، بل من ثبج البحر الأخضر الإلكتروني. وثانياً وجود الجريدة بالمنطقة الشرقية الغنية في المملكة، بجانب التنوع البشري والمذهبي، ومراعاة مشاعر أناس يحملون أفكاراً خاصة بهم، جنباً إلى جنب مع فريق من المتشددين الذين يصعب إرضاؤهم، فإذا أضفت إلى ذلك الحساسية السياسية وصعوبة إرضاء المسؤولين، إضافة إلى إرضاء الممولين وشرائح مختلفة من الجنسين ومن ثقافات ومدارس منوعة؛ أقول إن رئيس التحرير خاصة وفريق النشر، ومجموعة الكتَّاب عامة يعيشون جواً لا يستهان به من التحدي. وإذا أردنا التحدث عن الكاتب للعمود فهو محرقة يومية، أما كاتب الأسبوع فهو تحدٍ أن يواكب الأحداث، ويكتب بطريقة رمزية جداً، وكما أكرر أنا عن الكاتب إنه يمشي فوق أرض مليئة بالألغام قد تنفجر في أي مقالة وجملة وعمود؛ فيكون مصيره الاختفاء. لذا كان على الكاتب أن يبقى في الظل، ويكتب أسطراً لا توقظ نائماً، ولا تزعج مستيقظاً، ولعل أخطر المهن في العالم العربي هي التفكير والكتابة. مع هذا فإن جريدة «الشرق» صمدت حتى اليوم، في ظل أعاصير ليست قليلة، ورئيس التحرير هو قبطان هذه السفينة العملاقة، تشق طريقها في أمواج كالجبال، مثل سفينة الأوريين التي كانت مصدر فخر لنابليون يوماً؛ فهل نتفاءل أن نرى الجريدة وقد أصبحت شجرة باسقة طلعها هضيم، ونكتب في العدد خمسة آلاف من صدورها؟ الجواب على هذا يتراوح بين الشفافية، والجدة، والسبق الصحفي، والمصداقية، ومصارحة القارئ، وقوة التمويل، وغزارة الإعلانات، ومسافة الهامش لرئيس التحرير.