اقترحت مصر على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي الالتزام بفترة تهدئة جديدة تتيح فتح المعابر في قطاع غزة وإدخال المساعدات ومواد إعادة الإعمار، مع إعطاء مهلة شهر للاتفاق على النقاط الخلافية مثل فتح المطار والمرفأ، في حين واصلت إسرائيل غاراتها الجوية ما أدى إلى مقتل ثمانية فلسطينيين على الأقل أمس. وقال مسؤول فلسطيني طالبا عدم الكشف عن اسمه أن الاقتراح المصري «يدور حول التوصل إلى هدنة مؤقتة تفتح خلالها المعابر وتسمح بدخول المساعدات ومواد إعادة الأعمار، بينما تتم مناقشة النقاط الخلافية خلال شهر». وأضاف هذا المسؤول «سنكون مستعدين لقبول الهدنة، لكننا بانتظار الرد الإسرائيلي على الاقتراح». وأوضح هذا المسؤول أن حركة حماس مستعدة للقبول بهذا الاقتراح إذا وافقت إسرائيل عليه. وأكد مسؤول مصري أنه تم إبلاغ الفلسطينيين والإسرائيليين بالاقتراح الجديد. وقال شهود ومسؤولون إن الضربات الجوية الإسرائيلية قتلت خمسة فلسطينيين على الأقل في قطاع غزة وواصل النشطاء إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل أمس في الوقت الذي تمضي مصر فيه قدما في جهود التوصل لتهدئة مستمرة. وقال سكان غزة إنهم تلقوا رسائل جديدة مسجلة على الهواتف المحمولة والهواتف الأرضية تقول إن إسرائيل ستستهدف أي منزل يستخدم في شن «أعمال إرهابية» وتطالب المدنيين بمغادرة المناطق التي يستخدمها النشطاء. وذكر شهود ومسؤولون بقطاع الصحة إن طائرات إسرائيلية هاجمت أربعة منازل في بيت لاهيا بغزة قرب الحدود الإسرائيلية وقتلت امرأتين وفتاة. وقال سكان إن أحد أفراد حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة كان يقيم في أحد هذه المنازل. وصرح مسؤولون أن خمسة فلسطينيين آخرين قتلوا في غارات إسرائيلية منفصلة بينهم ثلاثة في غارة على سيارة. وقال الجيش الإسرائيلي إن النشطاء الفلسطينيين أطلقوا نحو 80 صاروخا على جنوب إسرائيل أمس ولم يسقط ضحايا. ويقول مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني إن 2122 فلسطينيا معظمهم مدنيون وبينهم أكثر من 400 طفل قتلوا في غزة منذ بدأت إسرائيل هجوما على القطاع في الثامن من يوليو بهدف معلن هو وقف الهجمات الصاروخية عبر الحدود من غزة. وقتل 64 جنديا إسرائيليا وأربعة مدنيين. وقال سكان غزة إنهم يتلقون منذ أيام رسائل على هواتفهم المحمولة وأحدثها كان يوم أمس وتختتم بعبارة «إلى قادة حماس وسكان قطاع غزة: المعركة مفتوحة وقد أعذر من أنذر». وقال قيس أبو ليلى وهو مسؤول فلسطيني كبير شارك في المحادثات التي ترعاها الحكومة المصرية للتوصل لتهدئة بعد سبعة أسابيع من القتال إن القاهرة اقترحت وقف إطلاق النار إلى أجل غير مسمى. وتدعو مبادرة مصر الأخيرة لفتح معابر غزة مع إسرائيل ومصر على الفور أمام جهود إعادة الإعمار تليها محادثات بشأن تخفيف الحصار. وقال أبو ليلى «الجهد المصري مستمر حتى الآن. الكرة عند الإسرائيليين. لا يوجد رد إسرائيلي على هذا الاقتراح الذي مضى عليه 36 ساعة.» وتقول حماس إنها لن تتوقف عن القتال حتى رفع الحصار المفروض على القطاع الذي يقطنه 1.8 مليون نسمة. وتعتبر كل من مصر وإسرائيل أن حركة حماس تشكل تهديدا أمنيا لها وتطالبان بضمانات بألا يدخل السلاح إلى القطاع المصاب اقتصاده بالشلل التام. واستدعت إسرائيل مفاوضيها من القاهرة يوم الثلاثاء فور انهيار وقف إطلاق النار.