غامرت فرق الانقاذ بدخول مواقع المعارك في قطاع غزة امس الأول لتنتشل جثثا من بين الحطام وقال مسؤولو حركة حماس ان عدد القتلى الفلسطينيين في الهجوم الاسرائيلي الذي مضى عليه 13 يوما ارتفع الى 765. وقالت أطقم الاسعاف المحلية والهلال الأحمر التي استغلت فترة هدوء تم تنسيقها مع القوات الاسرائيلية انها انتشلت جثثا متعفنة في أماكن كان يتعذر الوصول اليها منذ بدأت القوات الاسرائيلية هجوما بريا قبل ستة أيام. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان عمال الانقاذ عثروا على اربعة اطفال يتضورون جوعا بجوار جثث امهاتهم وأجلوا عشرات من المحاصرين والمصابين. وفقدت اسرائيل ثلاثة جنود في معارك مع مقاتلي حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وماعدا حادث النيران الصديقة الذي قتل فيه اربعة جنود فان هذا كان أكبر محصلة للقتلى في صفوف الاسرائيليين في يوم واحد. وقتل حتى الان عشرة جنود في الحملة التي شنتها اسرائيل لسحق قوات حماس ومنع اطلاق الصواريخ من غزة على اسرائيل. واصبحت اعمال الانقاذ محفوفة بالمخاطر على نحو متزايد. وعطلت وكالة إغاثة تابعة للأمم المتحدة نشاطها قائلة إن عمالها معرضون للخطر بسبب القتال بين القوات الإسرائيلية ونشطاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وذلك إثر مقتل سائقين اثنين. وتعرضت إسرائيل أيضا لانتقادات حادة من الصليب الأحمر بأنها تعطل الوصول إلى المصابين. وقال عدنان أبو حسنة المتحدث باسم وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين (أونروا) في غزة إن الوكالة قررت تعليق كل عملياتها في القطاع بسبب التحركات المعادية المتزايدة ضد منشآتها وأفرادها. وجاء القرار بعدما قتلت قذيفة دبابة اسرائيلية اثنين من السائقين الفلسطينيين ضمن قافلة تابعة للوكالة. وجرى تعليق جميع قوافل المساعدات الإنسانية من معبرين حدوديين رئيسيين على الأقل عقب الحادث. وتقدم الأونروا الغذاء ومساعدات أخرى إلى حوالي 750 ألفا من سكان غزة. وقال كريستوفر جانس المتحدث باسم الوكالة في القدس إنها ستعلق نشاطها "إلى أن يستطيع الجيش الإسرائيلي ضمان سلامة وأمن موظفينا." وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس ان 34 في المئة من القتلى و35 في المئة من أكثر من ثلاثة آلاف جريح كانوا أطفالا. ولم يرد تأكيد من مصدر مستقل لهذه الأرقام. وقال التقرير الميداني اليومي للمنسق الانساني للأمم المتحدة "ان الخطر الذي يتعرض له المسعفون وصعوبة اخراج الجرحى من المباني المنهارة يجعلان من الصعب اجلاء المصابين وتقدير أعدادهم على افضل وجه." واضاف التقرير "ان المدنيين ولا سيما الاطفال الذي يشكلون 56 في المئة من سكان غزة يتحملون وطأة العنف. ولانها واحدة من اشد المناطق كثافة سكانية في العالم فانه من الواضح ان مدنيين كثيرين آخرين سيقتلون اذا استمر الصراع." وأصاب نحو 20 صاروخا اسرائيل يوم الخميس ولكن العدد أقل مما كان عليه الحال في بداية الحرب. وتصر إسرائيل على وقف اطلاق صواريخ حماس على بلداتها الجنوبية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت إن هدف أن "يسود الهدوء" في المنطقة لم يتحقق. وأضاف أن قرارا لتحرك عسكري إضافي "لا يزال مطروحا". وماعدا هدنة مدتها ثلاث ساعات سمحت بها اسرائيل لليوم الثاني لتمكين سكان غزة من الخروج والحصول على امدادات لم تهدأ حدة القتال. وقال مسؤولون طبيون إن غارات جوية وهجمات برية إسرائيلية قتلت تسعة مدنيين وثلاثة نشطاء على الأقل. ومن بين القتلى شقيقان في السادسة والثالثة عشر قتلوا عندما أخطأت ضربة جوية إسرائيلية مجموعة من مقاتلي حركة الجهاد الإسلامي في عبسان في جنوب قطاع غزة. وقال مسعفون إن امرأة أوكرانية رفضت مغادرة غزة قتلت مع ابنها عندما سقطت قذيفة دبابة على منزلهما. وفي واشنطن قال هاري ريد زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ إن المجلس أقر قرارا اشترك في رعايته زعماء ديمقراطيون وجمهوريون "بتأكيد حق اسرائيل الثابت في الاحتماء من الهجمات من غزة." وقال أن الولاياتالمتحدة ستفعل الشئ نفسه لو أن صواريخ وقذائف مورتر قادمة من تورونتو في كندا أصابت بوفالو في نيويورك. ورغم مواصلة إسرائيل هجومها إلا أنها أعلنت قبول "مباديء" اقتراح مصري أوروبي لوقف اطلاق النار. وحثت واشنطن إسرائيل على دراسة الخطة. وقال مسؤولو حماس إن الحركة لا تزال تدرس الخطة المصرية التي تتوسط فيها فرنسا. وعرضت حكومات أوروبية مساندة اقتراح القاهرة بقوة حدود من الاتحاد الأوروبي لمنع حماس التي سيطرت على غزة في 2007 من إعادة التسلح عن طريق أنفاق تحت الحدود بين غزة ومصر. وتعالج الخطة أيضا طلبات فلسطينية لانهاء الحصار الاقتصادي الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة. وكانت حماس رفضت أواخر الشهر الماضي تجديد تهدئة دامت ستة أشهر متهمة إسرائيل بخرق اتفاق لفتح المعابر الحدودية أمام مزيد من الإمدادات. وتوترت العلاقات بين الفاتيكان وإسرائيل يوم الخميس عندما أدانت مساعدا كبيرا للبابا بنديكت لوصفه قطاع غزة بأنه "معسكر اعتقال ضخم". وانتقدت إسرائيل الكاردينال ريناتو مارتينو رئيس مجلس العدالة والسلام في الفاتيكان في حين ألقى البابا كلمة امام دبلوماسيين عبر خلالها عن رفضه لاستخدام العنف من جانب كل من إسرائيل ونشطاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقال ييجال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية لرويترز عبر الهاتف "لقد صدمنا ان نسمع من صاحب مقام ديني رفيع كلمات أبعد ما تكون عن الحقيقة والشرف". واضاف بالمور "مفردات دعاية حماس تأتي على لسان عضو في مجمع الكرادلة .. انها ظاهرة تدعو للصدمة وخيبة الامل". واتهمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إسرائيل بتعطيل وصول سيارات الاسعاف إلى المنزل الذي عثر فيه فريقها على اطفال يتضورون جوعا بجوار جثث على بعد 80 مترا من موقع للجيش الاسرائيلي. وقالت اللجنة إنه لا بد أن الجيش الإسرائيلي كان على علم بالوضع لكنه لم يساعد الجرحى فيما يعد خرقا للقانون الدولي.