تظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين في العاصمة صنعاء أمس الجمعة تلبية لدعوة أطلقها الحوثيون للمطالبة باستقالة الحكومة وإلغاء قرار بخفض دعم الوقود. وفي وقت سابق الأسبوع الماضي، حشد الحوثيون عشرات الآلاف من أنصارهم في صنعاء وحذروا من أنهم سيلجأون إلى «أساليب ضغط مشروعة» إذا لم تستجِب السلطات لمطالبهم بحلول أمس. وقاتل الحوثيون الحكومة اليمنية مراراً منذ عام 2004 للمطالبة بمزيد من السلطات للطائفة الزيدية الشيعية في شمال اليمن. ويحاول الحوثيون تشديد قبضتهم على المناطق الشمالية مع اتجاه الدولة ذات الأغلبية السنية إلى تطبيق نظام اتحادي يعطي المناطق سلطة أكبر. واحتشد المتظاهرون أمس في شارع رئيس يؤدي إلى المطار، وهتفوا «الشعب يريد إسقاط الحكومة»، وشعارات أخرى تندد بقرارات خفض دعم الوقود. وقال منظمون للاحتجاجات إنهم سينصبون خياماً قرب وزارتي الداخلية والاتصالات في شارع يؤدي إلى مطار صنعاء لحين تلبية مطالبهم. والتقى ممثلون عن الحوثيين في الحكومة أمس الأول، الخميس، في محاولة للتوصل إلى اتفاق ينزع فتيل التوتر. وقال مصدر في اللجنة الحكومية أمس الأول «انحصر الخلاف في مطلب الحوثيين بتشكيل حزب سياسي والانضمام إلى حكومة جديدة، ولم يتم التطرق إلى مسألة إلغاء قرار خفض دعم الوقود ورفض الحوثيين ذلك». ووعد الرئيس اليمني، منصور عبدربه هادي، بتشكيل حكومة لا تقصي أحداً بعد الموافقة على دستور جديد في وقت لاحق هذا العام. واستاء اليمنيون من قرار الحكومة زيادة أسعار الوقود في أواخر يوليو الماضي في إطار خفض الدعم عن الطاقة لتقليص العجز في الموازنة. وأنفقت الحكومة 3 مليارات دولار على الدعم العام الماضي، أي نحو ثلث إيرادات الدولة. وتسببت محاولة سابقة من الحكومة لخفض الدعم في 2005 في اضطرابات قُتِلَ فيها نحو 20 شخصاً، وأصيب أكثر من 200 آخرون، وأُلغِيَ القرار بعد ذلك.