احتشد آلاف المتظاهرين المعارضين في شوارع العاصمة الباكستانية لليوم الثاني على التوالي أمس بعد أن حدد داعية إسلامي مهلة 48 ساعة لاعتقال رئيس الوزراء نواز شريف. وتجمع المتظاهرون بزعامة المعارضَيْن الباكستانيين عمران خان وطاهر القادري أمس في إسلام آباد التي ساروا إليها من مدينة لاهور الشرقية لتحقيق مطالبهم. وجرى تعزيز الإجراءات الأمنية في إسلام آباد حيث تم نشر نحو 30 ألفاً من رجال الشرطة والأمن في الشوارع. ووافقت الحكومة على السماح بالتظاهرة، إلا أن عديداً من الشوارع أغلقت بحاويات شحن لحماية بعض المناطق الحساسة. ودعا خان السبت رئيس الوزراء إلى الاستقالة منتقداً الحكومة التي يقول إنها فازت بالسلطة عن طريق التزوير في الانتخابات العامة التي جرت العام الماضي. ومن المقرر أن يوضح خان مطالب حزبه خلال كلمة إلى المتظاهرين في وقت لاحق من الأحد، بحسب ما صرحت شيرين مازاري المتحدثة باسم حزب حركة الإنصاف الباكستانية لوكالة فرانس برس في وقت متأخر من السبت. وقال خان «لن نعود حتى يتم قبول جميع مطالبنا» داعياً إلى محاكمة جميع المسؤولين المتورطين في تزوير الانتخابات بتهمة الخيانة. كما طالب شريف بالاستقالة مساء السبت وقال إنه إذا لم يستقل فإن أنصاره سيدخلون إلى «المنطقة الحمراء» المشددة الحراسة في العاصمة حيث تقع المباني الحكومية والسفارات. وفي مايو 2013 تولى شريف السلطة بعد فوزه في الانتخابات العامة بأغلبية ساحقة. ووصف المراقبون الدوليون تلك الانتخابات بأنها حرة وذات مصداقية. وتأتي الاحتجاجات تتويجاً «لمسيرة طويلة» على المركبات بدأت الخميس من لاهور على بعد نحو 300 كلم من العاصمة، لمحاولة الإطاحة بالحكومة. إلا أن خطابات خان والقادري الحماسية لم تنجح في حشد العدد المرجو، إذ لم يتبقَّ سوى بضعة آلاف من المحتجين في العاصمة مساء أمس، في حين وعد المعارضان بجمع مليون شخص. ودعا القادري كذلك إلى اعتقال شريف بعد أن اتهمه بقتل أنصاره، كما دعا إلى تشكيل حكومة وطنية انتقالية. وقال إنه لن يكون مسؤولاً عن أية عواقب تترتب على عدم الاستجابة لمطالبه. وأكد أن شريف وشقيقه الأصغر شهباز شريف الذي يتولى رئاسة الوزراء في ولاية البنجاب التي تعد الأكبر في الهند، لا يحق لهما تولي مناصب في الحكومة، وقال إنه يجب حل حكومتيهما واعتقالهما بتهم القتل. وقال القادري في كلمة أمام أنصاره أمس إن «نظام الحكم الفاسد» لا يمكن تغييره دون ثورة. وتابع: إن الفساد ونهب الثروة الوطنية منتشر في البلاد «ولن يسمح لهذا النظام بالاستمرار.. فبقاء البلاد سيكون مهدداً إذا تم السماح لنواز شريف وزمرته بحكم البلاد». وأضاف «لا نريد انتخابات نصفية.. ما نريده هو الثورة».