دعا مجمع الفقه الإسلامي الدولي، كافة منظمات المسلمين وجماعاتهم وكياناتهم المتنوعة، أن ينهضوا للقيام بواجب الدفاع عن أرض فلسطين وأهلهم في غزة والحرم القدسي، ولمساندة الشعب الفلسطيني بكل الإمكانات المتاحة، «ومقاومة المتغطرسين الذين استباحوا الدماء وقتلوا الأبرياء من الأطفال والنساء وهدموا المنازل بأسلحة فتاكة، وأن يعملوا على تحرير الأراضي المحتلة، ورفع العدوان عن المسلمين بكل الصور الممكنة». ودعا المسلمين إلى توحيد صفوفهم وأن يتعاونوا «من أجل مواجهة التحديات باتخاذ إجراءات عملية على كل الأصعدة لإيقاف عمليات الإبادة التي تقع على سكان قطاع غزة العزل وتقديم المساعدات العاجلة لهم». جاء ذلك ضمن بيان أصدره المجمع يوم أمس من مقره في مدينة جدة، وثمن لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كل ما يبذله في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين في كل أنحاء المعمورة، وقال «جزى الله خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء، ونفع به أمة الإسلام، وأعانه على توحيد كلمتها، وبعث الحياة في أجساد منظماتها وأفرادها بل وقياداتها، فلقد كان للنداءات التي وجهها للأمة بجميع مكوناتها الأثر الإيجابي الذي جعل الجميع يتحسسون حالهم». وجاء في البيان أن «مجمع الفقه الإسلامي الدولي يصرخ في آذان الجميع مذكرا إياهم بمعاني القوالب التي وضعها رسول الله بين أعين الجميع، ليضعوا أنفسهم فيها، وليتأكدوا من حالهم وليعلموا أين هم من تلك الصور التي ينبغي أن تتحقق فيهم وأن يصوغوا أنفسهم ليتحققوا بها». واستشهد المجمع الإسلامي بعدد من الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها قوله «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر»، وتساءل «أين نحن من هذه المعاني، أين نحن منها وإخواننا في غزة يبادون ليل نهار على أيدي الكيان الصهيوني الغاصب، عدو الله والإسلام والإيمان والمؤمنين؟». وأورد في بيانه قول الله سبحانه وتعالى «لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا»، مبينا أن هذه الإبادة التي يمارسونها منذ عقود من الزمن «لا تستثني شيخا ولا طفلا ولا امرأة، والعالم يتفرج ولا ينفعل»، وتساءل في البيان مرة أخرى «أين نحن من تلك المعاني وثالث الحرمين الشريفين يدنس صباح مساء على أيدي أعداء الله اليهود المحتلين لأرض فلسطين؟ أين نحن معشر أهل الإسلام وعددنا يفوق أعداد اليهود آلاف المرات، بل لو أن كل مسلم قام بما هو واجب عليه لتغير الحال عما هو عليه الآن، أين نحن وقد حبانا الله بخيرات حوتها أراضي الإسلام، لو أننا حبسناها من نصراء اليهود لكان الأمر على غير ما هو عليه الآن، ولو أننا وظفنا عائدات تلك الخيرات والنعم في بناء ذاتنا لكان واقعنا غير ما نحن عليه الآن». ووجه المجمع نداء لأهل الإسلام في بقاع الدنيا كلها أن انهضوا واسعوا لصياغة الأنفس في القوالب التي حددها الرسول، وجندوا أنفسكم للدفاع عن دينكم وقيمكم وإخوانكم وحرمكم المقدس المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين. وأشار المجمع إلى أن أول المقدمات التي تبشر ببداية الإحساس بما ينبغي أن يكون، هو اجتماع اللجنة التنفيذية الاستثنائي الموسع على مستوى وزراء الخارجية بشأن الوضع الخطير في دولة فلسطينالمحتلة بما فيها القدس الذي انعقد بجدة في 16 شوال 1435ه الموافق 12 أغسطس (آب) 2014م