استنكرت أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي المجازر الوحشية وجرائم الحرب التي مارستها وتمارسها سلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة واصفةً ما تقوم به اسرائيل في غزة بانه عمليات إبادة وتطهير عرقي شاملة ومنظمة . وبينت الامانة العامة لمجمع الفقه الاسلامي في بيان اصدرته أمس حصلت (الندوة) على نسخة منه انه إزاء ما يحصل مع الشعب الفلسطيني ، ومن منطلقات قرارات المجمع وتوصياته في دوراته المتعددة تسجل أمانة المجمع الأحكام الشرعية ومنها وجوب النصرة الكاملة للشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة ، فيجب على المسلمين جميعاً تقديم كل ما يمكن تقديمه من صور النصرة وفق الاستطاعة . وهذا الواجب يقع على المسلمين حيثما كانوا لأنهم أمة واحدة تجمعهم عقيدة التوحيد، وتربطهم الشريعة والقبلة الواحدة، وهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو اشتكت بقية الأعضاء ، كما ثبت عن النبي في قوله : ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ) ، فالنصرة واجبة عليهم في كل مكان ، قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَر) وقال صلى الله عليه وسلم : “ المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربه فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة “ . وأوضحت ان هذه النصرة للمظلومين والمعتدى عليهم هي نصرة لله ولدينه ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم ) والنصرة إنما تكون بالنفس والمال والتأييد المعنوي والسياسي، والعمل بكل الوسائل لرفع الحصار والمعاناة عن الشعب الفلسطيني ونحو ذلك . وهذا يقتضي من جميع المسلمين وكلٌ حسب استطاعته مساندة الشعب الفلسطيني بكل الإمكانات المتاحة، ومقاومة الغطرسة الصهيونية التي استباحت سفك الدماء، وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء ، وهدم المنازل مستخدمة أسلحة الحرب الفتاكة من الصواريخ والدبابات ، والمروحيات والطائرات المقاتلة ، إلى جانب الحرب الاقتصادية من تخريب الأراضي الزراعية ، وقلع ما فيها من أشجار ، ومنع دخول المساعدات الإنسانية وبخاصة الطبية إلى الأراضي الفلسطينية المحاصرة . وهذه المساندة واجب الأمة الإسلامية كلها شعوبا وحكومات، فالمسلمون يد واحدة، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا . وتوجه أمانة المجمع نداءها إلى الأمة الإسلامية بتوحيد صفوفها من منطلق واجبها الشرعي في مواجهة هذه التحديات وذلك باتخاذ إجراءات عملية على جميع الأصعدة وفي كل الميادين لإيقاف عمليات الإبادة التي تقع على الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة، وتقديم المساعدات العاجلة له، امتثالا لقوله تعالى: (( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب )) . وإن مما يؤكد ذلك ويعضده ويثريه سرعة عقد مؤتمر قمة على المستوى العربي والمستوى الإسلامي، تحقيقاً لواجب النصرة الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني، وحرصا على اتخاذ كل ما يمكن لوقف هذا العدوان الغاشم . كما تدعو الأئمة والخطباء إلى بيان كل الحقائق والأحكام الشرعية المتعلقة بهذا الموضوع في دروسهم وخطبهم، توعية أفراد الأمة بواجباتهم ومسؤولياتهم في هذه الأحوال ، مع الإلحاح بالدعاء إلى الله والقنوت في الصلوات أن يكشف الله الغمة عن أهل فلسطين ، وأن يرد كيد المعتدين . (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) . وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .