شكر الكاتب والروائي إبراهيم شحبي -باسم أعضاء مجلس ألمع الثقافي- أبناء محافظة رجال ألمع في نادي أبها الأدبي، ممثلين في رئيس النادي، الدكتور أحمد آل مريع، على تنفيذهم بعض أفكار المجلس، مشيراً إلى تكريم النادي الدكتور زاهر بن عواض الألمعي، قبل ثلاثة أيام من تكريم المجلس له. جاء ذلك في كلمة ألقاها شحبي افتتحت الاحتفالية الخاصة التي أقامها المجلس تكريماً للدكتور زاهر بن عواض، مساء أمس الأول، في قرية رجال ألمع التراثية، بمناسبة اختياره شخصية المجلس الثقافية في دورته الثانية. وكان المجلس قد أعلن مسبقاً عن تكريم الألمعي وحدد مساء أمس الأول موعداً لإقامة الاحتفالية، إلا أن نادي أبها الأدبي اختار أن يكرمه قبل احتفاء المجلس به، مساء الثلاثاء الماضي. واعتبر شحبي ما قام به النادي من تكريم لرمز يستحق التكريم، امتداداً لأفكار المجلس وجهوده في تكريم الرواد. وشهدت الاحتفالية إقامة ندوة عن «سيرة وأدب الألمعي»، أدارها الأديب علي الحسن الحفظي، وقرأ فيها الكاتب والشاعر إبراهيم طالع ورقة بعنوان «الجنود زاهر بن عواض» تتبع فيها الجوانب الحياتية والسلوكية لهذه الشخصية منذ بدأ حرَّاثاً راعياً مروراً بخدمته جندياً فدراسته وتدرسه، باسطاً القول في علميته وإسهاماته في التأليف. ولفت طالع الانتباه إلى بعض أهم ما طَرَقه في شعره من قضايا التحرر العربي والغزل والحنين إلى الأهل والديار، مركِّزاً على تدينه الذي لم يخلط التدين بالعبوس والاكفهرار وتكفير وتفسيق الأهل والدعوة إلى كره الخلق، مستشهداً ببشاشته وحبه لكل الحياة والناس بحيث يرى الدين تصالحاً مع الحياة والخلق ويحترم كل مختلف من خلق الله. وقدم الناقد علي الألمعي، في ورقة أخرى، قراءة نقدية في رحلة الثلاثين عاماً بعنوان «لماذا يكتب أديب سيرته»، أشار فيها إلى أن رحلة الثلاثين عاماً كتبت بأسلوب بسيط، وكان هدفها عامة النّاس لا خاصَّتهم. وقال إن كتابة الرحلة لم تكن تهدف إلى الاستعراض، أو بيان الحصيلة الثقافية من القراءة والاطلاع ومجالسة أرباب الفكر كما نقرأ في سير ذاتية أدبيّة كثيرة، بيد أنَّها كُتبت من أجل تجارب ناجحة في الحياة. وأشار الألمعي إلى أن قراءة تجربة ابن عواض تقود إلى سؤال: ماذا كتب في سيرته؟، مجيباً بأنَّ الدكتور زاهر أودع في عُهدة القرَّاء كثيراً من الدروس، التي تطلعنا على ملامح ومؤشرات وطنية كبرى، «تجعلنا نعيش معه لحظات الحياة، خطوة، خطوة»، ابتداء بالوطن ورحلة التنمية فيه، وليس انتهاء بالفرد ومستوى وعيه وإدراكه. وفي ختام الليلة، شكر الدكتور زاهر بن عواض، المكرِّمين له بقصيدة «تحية ألمع»، عبَّر فيها عن سعادته بهذا التكريم في مجلس عدَّه بأنه حاز على سبق الرهان في الأدب والبيان. بعد ذلك أعلن الكاتب علي القاسمي، الدكتور زاهر بن عواض شخصية المجلس الثقافية في الدورة الثانية، حيث كرَّمه محافظ رجال ألمع، سعيد آل مبارك، بشهادة التكريم ودرع المجلس التقديرية، كما قُدِّمت له بعض الهدايا من مقهى بارق الثقافي ومن أبناء الأديب الراحل يحيى بن إبراهيم الألمعي، سلمها نيابة عنهم نجله غازي، كما قدَّم له أعضاء فرقة ألمع للفنون الشعبية هدية بهذه المناسبة. بعدها، أعلن أمين المجلس، إبراهيم آل مسفر الألمعي، دعمه فعاليات المجلس في دورتيه الثالثة والرابعة بمائة ألف ريال، لتنطلق بعدها الفرقة الشعبية في تقديم فقرات تراثية حازت إعجاب الحاضرين الذين اكتظت بهم ساحات قرية رجال ألمع التراثية.