كرّم مجلس ألمع الثقافي، في ليلته الاحتفالية التي شهدت حضوراً كبيراً، الدكتور زاهر بن عواض الألمعي، باختياره شخصية المجلس الثقافية في الدورة الثانية. بدأ التكريم بكلمة للكاتب والروائي إبراهيم شحبي باسم أعضاء مجلس ألمع الثقافي، ذكر فيها أن مجلس ألمع مجلس كلّ الألمعيين بلا استثناء، وفي طريقه لأن يكون مجلس كل المهتمين من أبناء الوطن، معتبراً تكريم النادي لرمز يستحق التكريم امتداداً لأفكار المجلس وجهوده في تكريم الرواد.
واشتملت ليلة التكريم على ندوة عن سيرة وأدب الدكتور زاهر قدمها الأديب علي الحسن الحفظي، وقرأ فيها الكاتب والشاعر إبراهيم طالع الألمعي ورقة بعنوان "الجنود زاهر بن عواض" تتبع فيها الجوانب الحياتية والسلوكية الراقية لهذه الشخصية منذ بدأ حرّاثا راعيا مرورا بخدمته جنديا فدراسته وتدرسه، باسطا القول في علميته وإسهاماته في التأليف.
ولفت "طالع" الانتباه إلى بعض أهم ما طرقه في شعره من قضايا التحرر العربي والغزل والحنين إلى الأهل والديار، مركزا على تدينه الراقي الذي لم يخلط التدين بالعبوس والاكفهرار وتكفير وتفسيق الأهل والدعوة إلى كره الخلق، واستشهد ببشاشته وحبه لكل الحياة والناس، بحيث يرى الدين تصالحاً مع الحياة والخلق واحترام كل المختلف من خلق الله.
وقدم في الورقة الأخرى الناقد علي فايع الألمعي قراءة نقدية في رحلة الثلاثين عاماً بعنوان "لماذا يكتب أديب سيرته" أشار فيها إلى أن رحلة الثلاثين عاماً كتبت بأسلوب بسيط، كان هدفها عامة النّاس لا خاصّتهم.
وأضاف الألمعي أنّ "كتابة الرحلة لم تكن تهدف إلى الاستعراض، أو بيان الحصيلة الثقافية من القراءة والاطلاع ومجالسة أرباب الفكر، كما نقرأ في سير ذاتية أدبيّة كثيرة، بيد أنّها كتبت من أجل تجارب ناجحة في الحياة".
وأشار الألمعي إلى أن قراءة تجربة الدكتور زاهر تقود إلى سؤال: ماذا كتب في سيرته؟ لتكون الإجابة أنّ الدكتور زاهر أودع في عهدة القرّاء الكثير من الدروس، التي تطلعنا على ملامح ومؤشرات وطنية كبرى، تجعلنا نعيش معه لحظات الحياة، خطوة خطوة، ابتداء بالوطن ورحلة التنمية فيه، وليس انتهاء بالفرد ومستوى وعيه وإدراكه".
وفي ختام الليلة شكر الدكتور زاهر بن عواض الألمعي المكرّمين له بقصيدة (تحية ألمع) خصّ بها مجلس ألمع، وعبر فيها عن سعادته البالغة بهذا التكريم في مجلس عدّه الحائز على سبق الرهان في الأدب والبيان، جاء فيها: "ومجلس حاز من إبّان نهضته *** سبق الرهان بآداب وتبيان"
من جهته قدم محافظ رجال ألمع كلمة شكر فيها الضيف المكرّم حضوره وجهوده الوطنية في خدمة المحافظة والوطن، كما قدم الشيخ إبراهيم العسكري في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة صفات عديدة للدكتور زاهر تستوجب الشكر والتقدير.
بعد ذلك أعلن الكاتب علي القاسمي الدكتور زاهر بن عواض الألمعي شخصية المجلس الثقافية في الدورة الثانية، حيث كرّمه محافظ رجال ألمع سعيد آل مبارك بشهادة التكريم ودرع المجلس التقديري.
كما قدّمت له بعض الهدايا من مقهى بارق الثقافي ومن أبناء الأديب الراحل يحيى بن إبراهيم الألمعي، قدمها نيابة عنهم ابنه غازي، كما قدّم له أعضاء فرقة ألمع للفنون الشعبية هدية بهذه المناسبة.
بعد ذلك كرّم مجلس ألمع الثقافي عدداً من الرعاة والداعمين، كما وقع أمين المجلس إبراهيم مسفر عقداً مع قناة السيوف لنقل فعاليات المجلس والقرية، وقعها من جانب القناة علي الغمور مدير القناة في المنطقة الجنوبية، ليعلن بعدها أمين المجلس إبراهيم آل مسفر الألمعي سعادته بدعمه المجلس في دورته الثانية، وليعلن دعمه فعاليات المجلس في دورتيه الثالثة والرابعة ب100 ألف ريال، لتنطلق بعدها الفرقة الشعبية في تقديم الكثير من الفقرات التراثية حازت إعجاب الحاضرين الذين اكتظت بهم ساحات قرية رجال ألمع التراثية.