احتشد المئات، أطفالا وكبار سن وشبابا، في جنبات وعلى قمم قصور قرية "رُجال" التراثية برجال ألمع مساء أول من أمس، ليشاركوا ويشهدوا احتفال "مجلس ألمع الثقافي" بشخصية العام الثقافية التي اختارها المجلس -تجمع ثقافي أهلي مستقل- لهذا العام، وهو عضو مجلس الشورى السابق والأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا الدكتور زاهر بن عواض الألمعي. وفي حفل امتد إلى منتصف الليل، امتزج الشعر والنقد والفنون الشعبية الأدائية التي تشتهر بها محافظة رجال ألمع في بوتقة واحدة هي الاحتفاء ب"وجه ألمع المشرق"، كما يطلق عليه هنا. وتقدم الحضور محافظ رجال ألمع سعيد بن علي آل مبارك، ووكيل المحافظ مفرح الألمعي، والأديب أحمد مطاعن، وأعيان أهالي قرية "رُجال" التراثية، وشيخ قبيلة العوص إبراهيم العسكري، وشيخ قبيلة بني ظالم الشيخ تركي الرفيدي،وجمع من الأدباء والمثقفين. وبدأ الاحتفال بكلمة "المجلس" ألقاها الأديب إبراهيم شحبي الذي رحب بالمحتفى به، وقدم شكره لأهالي القرية ولأمين المجلس إبراهيم آل مسفر الألمعي، ثم قدم شكره لنادي أبها الأدبي الذي استضاف الدكتور زاهر الألمعي قبل المجلس، "متبنيا أفكار ومبادرات مجلس ألمع الثقافي". بعد ذلك، انطلقت الفعالية الأدبية "قراءات في سيرة وأدب الدكتور زاهر"، التي أدارها الأديب علي الحسن الحفظي، وقدم فيها الشاعر إبراهيم طالع الألمعي والكاتب علي فايع الألمعي ورقتين. وقال طالع: قلة هم الذين يعلمون عصاميته وأنه ضرب مثلا فريدا لعاشق المعرفة، وأشار إلى بداية زاهر في حياته بحرث الأرض وزراعتها ثم انتقاله إلى أنه جندي يلبس البزة العسكرية ويطبع بها قبلاته على ثرى الوطن، ثم يتعلم حتى يفسر، أو يحلل ويناقش مناهج الجدل في القرآن الكريم وبسبق خاص لم يعتمد فيه للحصول على الدكتوراه على تحقيق مخطوطة "ما". وقال عنه: "جندي يعتلي صهوات المنابر وشاعر عربي يخاطب الوطن والعالم وقضايا التحرر في مؤتمرات الحج ومنتديات الكبار، ومطالبا بالمشاريع التنموية. وأشار إلى أن "زاهر" حمل الدين على أنه توعية وتطوير، لا على أنه تكفير مسلم أو تفسيقه أو اغتيابه نفاقا، ولا على أنه انتماءات سرية تبعية لإذابة فكرة الوطنية بحجة أن المسلم لا وطن له. أما الكاتب علي فايع فذكر أن الدكتور زاهر الألمعي في كتابه "رحلة الثلاثين عاما" تميز بأسلوب البساطة التي كان هدفها عامة الناس لا خاصتهم، وجاءت في وفق سرد لا يختلف فيه منطوق الكلام المكتوب. ثم أورد نماذج كثيرة من أساليب "زاهر" الكتابية التي مزج فيها بين العمق والشفافية والطرافة.