«في الفرق بين العولمة والعالمية يذهب المفكرون إلى أن العولمة والعالمية شيء واحد لكن في الحقيقة هناك فرق فالعالمية معناها: انفتاح على العالم واحتكاك بالثقافات مع الاحتفاظ بخصوصية الأمة وفكرها وثقافتها (دون فقدان الهوية الذاتية) لكن في العولمة هناك طمس للهوية. هل العولمة لم تعد تشكل خطراً كما في السابق أم إن اختلاف المعنى بين العالمية والعولمة زاد من توضيح الأمور؟! أثر العولمة على الهوية الثقافية كان هو المؤرق الأكبر مقارنة بالعولمة السياسية والاقتصادية لأن تاثير العولمة على الهوية الثقافية قد يقضي على هوية وعادات وتقاليد مجتمع، سيضيع في التخبط بين الهويات الكبرى المختلفة التي لا تتناسب معه في حال فقدانه. حين كانت العولمة مصطلحاً مجهولاً وخطِراً وكان هناك قصور في شرحها وفهمها والتعامل معها لم يميز الفرد بينها وبين العالمية خصوصاً أن العالمية كما قال بعض العلماء والمفكرين إنها من خصائص الدين الإسلامي وأن الدين صالح لكل زمان ومكان وقادر على مواجهة العالمية. والآن حين أصبح الفرد جزءاً من هذه العالمية التي فهمها بشكل أكبر وتعاطى مع العالم الذي أصبح صغيراً، ومشاركته فيه من خلال الانفتاح الذي حصل من تطور في وسائل الإعلام والتواصل التكنولوجي الشاسع جعلت منه فرداً يشعر بالعالمية ويستغل الفرص من أجل أن يحاور ويعبّر عن وجهة نظره ومع الاندماج الكبير الذي حصل إلا أن هناك أموراً وعادات وتقاليد حرص المجتمع فعلًا على أن لا يذوب كاملاً فيها بل استطاع تحصين نفسه وترسيخ هذه المبادئ داخل الأسرة والأبناء وظل المجتمع محافظاً على كثير من عاداته وتقاليده التي يجب غرسها في الأجيال القادمة بوضوح هدف ودون انفعال من هذا العالم.