رأس الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية اجتماعا طارئا ثانيا لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، وعقدت اللجنة التنفيذية الاجتماع في الدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء الخارجية في المنظمة حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بحضور رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله، وأمين عام المنظمة أياد مدني وعدد كبير من الوزراء وذلك في مقر الأمانة العامة للمنظمة بجدة. وقال الفيصل في كلمته خلال الاجتماع: «نجتمع اليوم هنا من أجل التداول في كيفية التصدي للعدوان الإسرائيلي الغاشم على أهلنا في قطاع غزة بعد أن استمر العدوان وتواصل ليلاً ونهاراً، مستهدفاً المدنيين وعلى نحو خاص الأطفال والنساء الذين يشكلون أكثر من نصف الضحايا. وقال «من المهم ألا نعفي أنفسنا من تحمل المسؤولية عما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، أين روح الأمة الإسلامية، لماذا نحن على ما نحن عليه من ضعف في الشوكة ، وتردد في الإرادة». وأضاف الوزير «لقد تابع العالم أجمع بشاعة ووحشية جيش الاحتلال الإسرائيلي وهو يستخدم أعتى أنواع السلاح لقتل الأبرياء المدنيين داخل بيوتهم وهدم الأسقف على رؤوسهم، حيث رأى العالم أطفالاً ورضعاً يقتلون وهم في أحضان أمهاتهم، إن ما شاهده العالم في الحرب على غزة من صور مأساوية ووقائع غير مسبوقة من الوحشية والدمار الشامل تتجاوز كل الحدود الإنسانية. وتساءل الأمير هل كان في مقدور إسرائيل القيام بالعدوان تلو العدوان لو كانت الأمة الإسلامية على قلب رجلٍ واحدٍ، ألم يُغرِ إسرائيل على ارتكاب جرائمها المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني والمسلمين ما تراه من ضعفٍ في الأمة بسبب تفككها وانقساماتها وانتشار الفتن فيها، حيث بات المسلم يستبيح دم وعرض أخيه المسلم باسم الدين، ألم يشجع انقسام الأمة إلى شيع وطوائف القوى الخارجية للتدخل في شؤونها وتتلاعب بأقدارها وأمنها. وأكد أن السعودية لم تدخر جهدا في دعم القضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية، مشيراً إلى أنه قد صدرت مؤخرا توجيهات خادم الحرمين الشريفين بتخصيص مبلغ (300) مليون ريال سعودي لوزارة الصحة الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني وذلك لمواجهة أعباء الخدمات الإسعافية ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وهي الآن في مرحلة الإنجاز حيث تم إيصال ما يمكن إيصاله من أدوية ومستلزمات طبية ويجري العمل على استكمال ما تبقى. وتابع يقول «أما بالنسبة لبرنامج إعادة الأعمار في قطاع غزة فإن الصندوق السعودي للتنمية مستمر في تخصيص التزام المملكة في هذا الإطار وسيتم العمل بالتنسيق مع المانحين الآخرين لتمويل إعادة إعمار المنشآت والمساكن المتضررة جراء العدوان الغاشم بمبلغ (500) مليون دولار أمريكي. وردا على سؤال خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في ختام الاجتماع قال وزير الخارجية لا أعتقد أن اتخاذ إجراءات ضد هؤلاء الناس مجدية، إذ إن هذا الإجراء يجعلهم في مرتبة أناس يُخشى مما يقولون، لكن هؤلاء الناس وما يقولونه يزيد الحقد على إسرائيل، بدلاً من أنه يساعدها، وأعتقد أنهم ليسوا بالأهمية ليحسب حسابهم. وحول احتمال فشل جهود التهدئة في غزة وتبني فكرة وضع غزة تحت الحماية الدولية شدد الفيصل على أن هدفنا الفعلي هو التحرير، وعودة حقوق الشعب الفلسطيني، وأن هذه المباحثات خطوة وليست جوهرية لمتابعة حقوق الشعب الفلسطيني، ويجب العودة لمفاوضات على أساس حل الدولتين، والمقترح العربي للسلام، وحل المشكلة الفلسطينية هدفنا، نريد أن ننهي الموضوع برمته، ولا نريد حلولا آنية، وهذا مايريدة الإسرائليون، هم يريدون الحلول الجزئية، وبحث الأمور الجزئية مثل وقف إطلاق النار، توفير الأمن لإسرائل وإعطاء المساحات لسكانهم، يريدوا أن تكون هذه هي الآلية الطاغية على المباحثات، ونحن نريد الأسس، هي التي تكون مصب الجهود. وحول خروج رئيس حكومة العراق نوري المالكي من السلطة علَّق الأمير إن هذا الخبر هو أفضل خبر سمعه خلال الفترة الأخيرة. وحول الموقف السعودي من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قال الفيصل نحن لا نستطيع مقارنة ما تفعله القوات الإسرائلية بالفلسطينيين بما تقوم به حماس للدفاع عن الفلسطينيين، في أي شيء، فكيف نقول إن اسرائيل تدافع عن مواطنيها وهي في الأساس دولة محتلة لفلسطين، وحماس تقوم بأعمال للدفاع عن الأراضي المحتلة، وإسرائيل تدعي أنها تحمي أراضيها، وهي تقتل آلاف الفلسطينيين، بينما حماس اتهمت بأنها خطفت بعض الإسرائليين الذين لا يعلم مكانهم، ويعدونها إرهابية، وليس إسرائل هي الإرهابية، أين العدالة في ذلك، وما هو وجه الشبه بين موقف الجانبية، بالتأكيد إن الموقفين مختلفان، فإسرائيل تريد تشريد الفلسطينيين من أرضهم للتخلص منهم، وتخريب أراضيها، ليمكن وضعهما في نفس كفة المقارنة، فإسرائيل ليس لها الحق للدفاع عن نفسها، إذ لا يوجد قانون في العالم يجيز لدولة محتلة لأخرى أن تدافع عن نفسها، وهذا سخيف، ويشير لعدم رغبة في أن يعم السلام للمنطقة، ولن نستطيع تحقيق أي شيء في المنطقة مالم يحل السلام أولاً. وردا على سؤال حول المباحثات بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري وتأثيرها على مفاوضات القاهرة قال الأمير: «من البديهي أن يبذل البلدان كل جهد لإيقاف العدوان عن الفلسطينيين، ونحن نتعاون سوياً ونتصل بكل الجهات الفاعلة في المجتمع الدولي القادر على التأثير على إسرائيل لحثها على ممارسة الضغوط على إسرائيل. سؤال: لا شك أن المنظمة وجميع الدول المنتمية إليها تسعى لإيجاد حل جذري للقضية الفلسطينية، وهذا الاجتماع يجسد ذلك، لكننا نلحظ أن بعض المنظمات الدولية كمجلس الأمن وغيره، لا تقوم بدورها ما هو الإجراء المتبع في مثل تلك الحالات؟ يجب على مجلس الأمن أن يمارس أدواره كما هي منصوص عليها في ميثاق الأممالمتحدة، ودور مجلس الأمن ليس التمييز بين القضايا، وهذه القضايا يؤازرها على مبادئ الميثاق، وقضايا أخرى، مثل القضية الفلسطينية، يتركها ولا يعود للميثاق في تقييمها، وهذا هو احتجاجنا ضد مجلس الأمن، خاصة وأن له سلطة الفيتو على القرارات وهو يستطيع أن يوقف أي جهد تجاه قضية، ويمارس جهده على قضايا أخرى. وأشار الفيصل في معرض رده إلى ازدواجية المعايير في مجلس الأمن وقال هذا ما نشكوا منه دائماً، ومجلس الأمن مستمر في هذا الأسلوب. وردا على سؤال حول الهبات السعودية للجيش اللبناني واحتمال إلغاء إحداهما قال الأمير « ليس هناك إلغاء ولم أسمع عن هذا الكلام عن اكتشاف شركة فرنسة تأخذ عمولات على المبيعات في فرنسا، والمساعدة التي قدمتها المملكة، للجيش اللبناني لأنه الجهة التي تقوم بحفظ الأمن وذلك لتقويته ليقوم بالجهد المطلوب منه، والمؤسسات الأمنية للمساعدة في تحقيق الأمن في لبنان، ونأمل من الصحافة اللبنانية ألا تفسد أمرا فيه مصلحة للبنان.