أكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان يوم أمس ل «الشرق» أن ملتقى الشعر الخليجي الذي تنظمه الوزارة في محافظة الطائف يأتي ضمن قرارات الوزراء المسؤولين عن الشأن الثقافي في دول مجلس التعاون، الذين رأوا أن تكون هناك حزمة من الأنشطة والفعاليات التي تجمع أبناء مجلس التعاون ومن ضمنها ملتقى الشعر، وعن اختيار الطائف قال: إن ذلك جاء من عدة اعتبارات منها أنها عاصمة المصايف العربية لهذا العام، وأن يكون الملتقى نوعاً من أنواع دعم أنشطتها، وكذلك موعد الملتقى يتزامن مع ما تعيشه من جمال من خلال موسم الصيف وما تتمتع به من أجواء. وعن اختيار الشعراء في الملتقى وضوابط ذلك، قال: هناك لجنة علمية من النقاد والأكاديميين وضعت لها ضوابط في اختيار الشعراء، ومن تلك الضوابط مراعاة المدرسة الشعرية لذا تمت مراعاة هذا التنوع أيضاً ومراعاة الناحية العمرية فالشباب حقهم، ولمَنْ سبقهم حق أيضاً، أيضاً التنوع الجنسي والتنوع المناطقي المستوى العمري، وأضاف بعدما تم تحديد الشعراء الذين تنطبق عليهم المعايير تم الاتصال بهم وهناك مَنْ اعتذر وأعتقد أننا سعينا من خلال اللجنة إلى تقديم من نراه يمثل الشعراء السعوديين. وعن دور الأندية في مثل هذه الملتقيات، قال: الأندية هي الحاضنة للشعر والثقافة وتنوعها، لهذا نادي الطائف الأدبي كان شريكاً للوزارة في تنظيم هذا الملتقى، وعن انتخابات الأندية التي شارفت على نهاية تجربتها الأولى ورؤية الوزارة لها، قال الحجيلان: خلال هذا العام ستقوم الوزارة بقراءة تجربة الانتخابات من خلال الوسط الثقافي مشتملة على تحليل دقيق للسنوات الماضية، ومدى انعكاس التجربة على ثقافة الأندية من خلال الأداء والأنشطة التي قدموها، وستقوم الوزارة بجمع كل هذه النتائج ومناقشتها، مؤكداً أن الوزارة تدعّم كل ما يثري الثقافة ويجعلها سلوكاً وأداءً لا مجرد نتاج فقط، كما أنها حريصة على التنوع والاطلاع على الثقافات الأخرى، وجعل جيل الشباب شريكاً وصانعاً للثقافة من خلال مشاركته في الأيام الثقافية. وحول ما يدور من خلافات في أروقة بعض الأندية الأدبية، قال الحجيلان: ما يدور من اختلافات في الأندية أو في الشأن الثقافي السعودي بشكل عام يجعلنا نتعرف على طبيعة ما يريده المخالفون معنا في الرأي، وبالتالي نحاول أن نتجاوز ذلك من خلال الحوار بيننا وبين مَنْ يختلف معنا. عدَّ رئيس وفد دولة الإمارات العربية المتحدة سعيد سليم العامري ملتقيات الشعر الخليجية فرصة لشعراء المجلس للتعارف وتبادل الخبرات والتجارب والاستفادة من بعضهم البعض، والتعريف بالمبدعين والمثقفين وعرض لإصدارات الدول المشاركة، وفرصة لإبراز الإنتاج الثقافي والشعري بشكل عام. وأوضح أن اللجان المنظمة للملتقى أعدت جولات سياحية للتعرف عن قرب على أبرز المعالم السياحية والثراثية والثقافية في «السرد، والقصة القصيرة، والرواية، والفنون التشكيلية»، كاشفاً أن الملتقى سيكرم ثلاثة مبدعين من كل دولة من دول المجلس، حيث تقام الملتقيات حسب اللائحة التنظيمية للأنشطة الثقافية كل سنتين في دولة من دول مجلس التعاون الخليجي. من جانبها، أوضحت الشاعرة الهنوف محمد من دولة الإمارات العربية المتحدة أنه تم ترشيحها للمشاركة في الملتقى عن طريق وزارة الثقافة الإماراتية، وتمثلت المشاركة في مجال «القصيدة الحرة» من خلال التركيز على المضمون أكثر من الشكل الخارجي للقصيدة بلا وزن، التي تسمى بالقصيدة الجديدة. وقالت الهنوف إن نوع التفاعل في الشعر الفصيح «الشعر العمودي، والتفعيلة، والقصيدة الحرة»، وكل مشارب الشعر وأطيافه تلتقي في الملتقيات الشعرية، فالمواطن الخليجي أقرب وأفهم للطبيعة الإنسانية من خلال الدين والنسب والموروثات الأدبية والعادات والتقاليد فيما بين شعوب دول المجلس. وأكملت حديثها أن مشاركتها في الملتقى الشعري الخليجي الحالي تأتي عبر 3 دواوين: الأول «سماوات» تقدم فيه نصوصاً مفتوحة وتأملية، فيما تحدثت في الديوان الثاني الذي جاء بعنوان «جدران» عن طبيعة المرأة، بالإضافة إلى الديوان الثالث بعنوان «ريح يوسف،» الذي ذكرت فيه علاقة الأم بالطفل وعلاقة الوالد بالولد. كما زار شعراء وشاعرات الملتقى يوم أمس قصر شبرا التاريخي، حيث شاهد الوفد الأقسام والقاعات الرئيسة، التي تضم إرثاً للحضارات الإنسانية وتشتمل على ثلاث قاعات، الأولى معروضات لما قبل الإسلام، وتبدأ من العصور الحجرية، حتى العصر الجاهلي. ثم توجه شعراء الخليج إلى المكتبة العامة واستمعوا إلى شرح مفصل عن المركز الإعلامي داخل المكتبة، والقاعة الرئيسة الموجود بها ركن لمدينة الطائف، وآخر لبقية مدن المملكة، وقسم الرسائل العلمية، والدوريات والمراجع، والقاعات الخاصة بالطفل. واختتم الوفد جولته السياحية بزيارة مصنع الكمال لصناعة وتقطير الورد الطائفي.