أعلن رجال دين مسلمون في لبنان أمس الخميس انسحاب متشددين على الأغلب من بلدة عرسال اللبنانية، التي استولوا عليها قبل أيام، وقال رجال الدين إن المنسحبين أخذوا معهم جنوداً لبنانيين خطفوهم. ويبدو أن الهدنة التي أنهت معركة دموية في المدينة مازالت صامدة. وقال رجال الدين الذين توسطوا لإنهاء خمسة أيام من القتال في عرسال إنهم سيتفاوضون من أجل إطلاق سراح الجنود، الذين خطفهم المتشددون بعد أن دخلوا البلدة في أخطر امتداد إلى لبنان من الحرب الأهلية السورية المندلعة منذ ثلاث سنوات. وقال أحد الوسطاء، وهو الشيخ حسام الغالي، إن «المقاتلين الذين كانوا في عرسال قاموا خلال ليل الأربعاء بالانسحاب، ونحن نؤكد أن القرية باتت شبه خالية منهم، وهناك بعض المواقع التي لا تزال فيها بعض الخروقات أو بعض المقاتلين ونحن نتعامل معهم ونتواصل مع الجهات المسؤولة داخل عرسال لإنهاء كل هذه الظواهر، خلال ساعات قليلة تنتهي كل هذه الأمور». وقُتِلَ عشرات الأشخاص في المعركة بين الجيش اللبناني والمتشددين الذين ينتمون لجماعات بينها تنظيم «داعش» الذي استولى على أجزاء كبيرة من العراقوسوريا، وبين القتلى 17 جندياً لبنانياً. ويُقدِّر طبيب سوري في عرسال عدد القتلى المدنيين ب 42، وذكرت المصادر الأمنية أن عشرات من المتشددين قُتِلوا. وكانت نحو ست ناقلات جند مدرعة اتجهت إلى عرسال ونصبت عليها مدافع آلية بعد ظهر أمس. ورغم أنه لم تكن هناك إشارات إلى قتال أسرعت سيارت إسعاف على الطريق الرئيس، الذي أزيلت منه الحواجز المانعة لتجاوز السرعة. وقال عبدالله زغيب من الصليب الأحمر اللبناني إن الأطباء دخلوا البلدة صباح الخميس وأخلوا 42 مصاباً معظمهم من النساء والرجال، وتابع أن الموقف في البلدة يبدو طبيعياً الآن، وأن الناس يسيرون في الشوارع. في السياق نفسه، عاد 1700 على الأقل من السوريين اللاجئين في بلدة عرسال إلى بلادهم أمس. وقال مسؤول في أجهزة الامن اللبنانية إن أكثر من 1500 لاجئ سوري في عرسال الواقعة على الحدود مع سوريا يتوجهون نحو مركز المصنع الحدودي للعودة إلى بلادهم. بدورها، ذكرت المفوضية العليا للاجئين أنها موجودة على الحدود لمساعدة هؤلاء اللاجئين «الذين اختاروا العودة بملء إرادتهم». وفي بلدة اللبوة القريبة من عرسال، رأى شهود عيان رجالاً ونساءً وأطفالاً مع أمتعتهم على متن ثلاثين شاحنة و15 حافلة متوجهة نحو الحدود.